المقالات

الإنسان العراقي الجديد المقبل على الإنتخابات النيابية الخامسة

1315 2021-07-06

 

حسن المياح ||

 

بعد هذا العزوف الجماهيري الكبير والضخم، اللافت للنظر، والمدهش للعقول، والغريب على المسامع، عن المشاركة في الإنتخابات النيابية الرابعة، وهي أكيدآ ضرورية، وذات أهمية، ونفع كبير للمواطن العراقي، إلا أنك تراه يميل بوجهه عنها، ولا يتأسى عليها أو يتأسف، بل هو مغتبط مسرور، فرحان جذل، بالرغم مما يصيبه من ظلم وحيف وأذى كبير وعظيم.

 فهل نرجع مرة أخرى، ونمارس عبادة الصنمية البشرية، ووثنية المسؤول، التي هي نفسها تبرأت وتخلت عن الذين كانوا يتعبدون على أساسها، (إذ تبرأ الذين إتبعوا من الذين إتبعوا، ورأوا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب)، لما رأت أن الإقبال ضعيف جدآ على الإنتخابات، ورأت أن مصيرها محتوم، ومحكوم عليه بالسقوط الى الهاوية، والهبوط  الحتمي والإلزامي في مستنقع الإثم والرذيلة، والفشل والفضيحة، والخيبة والخسران المبين، وأن هذا لا يبشر الوجوم والتربص لا يبشر بخير أبدآ، فضلآ عن التفكير ببناء مجد مزيف جديد على أساس إستغفال الناس الجهال عباد الصنمية البشرية، ومتألهي الوثنية التي تصب بصالح المسؤول، مهما كانت حقيقته، ومهما كان وضعه وموقعه وإتجاهه، ومهما كانت تصرفاته وإلتزاماته.؟!

الصنمية هي الداء العضال المستديم والدائم، والآفة الضخمة الكبرى التي تقضي على كل وجود لا يدعو الى عبادة الله تعالى الحقة، لأنها تكون خاضعة لغريزة حب ذات المسؤول المنهوم الطافح اللاحف اللاهب العامل والمستأثر لنفسه، والمفرط واللاغي لكل حب ذات هي خارج عن ذاته ومصالحه ومنافعة الشخصية الذاتي .

فهل يرعوي الشعب العراقي الصبور الأبي الحر الكريم، الذي أخذ عقله وذهنه يتفتحان على نور الهدى، وهدي البصيرة المدركة الواعية، والذي عرف وإطمأن بمعرفته هذه وعلمه الذي إنبنى وتشيد على أساس تجارب عديدة، مسته فيها ألوان الكفر والإلحاد، والظلم والجور، وبخس الحقوق ومصادرة الحريات، ودوس الكرامات ومحو كل ما هو إنساني، فتيقظ المواطن العراقي المؤمن الغيور الجسور،  وصحى من نومه العميق، وفتح عقله وقلبه وعينيه على حقيقة الواقع الذي هو فيه، والذي يعيشه حقآ في واقع حياته، فوجد نفسه أنه كان أضحوكة، وملهاة، ولعبة، بيد من لا يملك الضمير والكرامة، وليس له إنتماء عقيدي رسالي حركي إلهي، ولا ولاء حقيقي لمثل مطلق يستوعب كل حاجات الإنسان المادية والمعنوية والروحية، وإحتياجاته الإنسانية في واقع حياته الإنسانية الحضارية المتطلعة الى آفاق العلى والإنفتاح، وهو (أي الإنسان المواطن العراقي الجديد) في حركة تطور صاعدة تقدمية حضارية هادفة نحو العلى والمرتقى الإنساني الأصيل وفق النهج والمنهاج الذي رسمه الله تعالى الى الإنسان، الذي هو خلق الله العزيز، والمميز على وعن باقي المخلوقات بإعتدال الخلقة وجمالها، وكمال الخلق القويم والأخلاق الفاضلة.

لذا، ومن كل هذا الذي تفتح عليه الإنسان المواطن العراقي الحر الأبي المؤمن، بعقله وقلبه ووجدانه وشعوره، وبكرامة الإنسان وبإرادة حية حركية مدركة واعية جادة هادفة لبلوغ كمال الغاية وتحقيق حلم الإنسان، كل الإنسان من رسل الله تعالى وأنبيائه الصالحين الهادين المهديين سلام الله عليهم، وكل من خلق بشرآ، ليكون إنسانآ مؤمنآ عابدآ ربه الذي خلقه، وكافرآ بكل الآلهات المصطنعات، والأرباب المخلوقة المتعددة المتفرقة، البالية والجديدة المتخذة، وكل الأصنام المستوحاة من إفراز الذهن البشري، والأوثان الناتجة من خبل وجنون غريزة حب الذات التي تصر على إنية الذات، ومحاربة ومقاتلة كل من عارضها، أو إعترضها في تحقيق طموحاتها ومبتغياتها، او حاول أن يكون حاجزآ، أو مانعآ يقف في طريق سيرها ومسيرتها، ويعكر صفو جريانها ومشيتها.

فيا أيها المواطن العراقي الشريف، الذي وعى على نفسه، وميز الحق من الباطل، وفرق بين العبودية الخالصة لله تعالى خالق الناس أجمعين، وهو المتولي أمرهم، ومدبر شؤونهم في حياتهم الدنيوية والأخروية، وبين الصنمية الكافرة المصطنعة المزيفة الجوفاء الهابطة، والوثنية الملحدة العارية السافلة الجوفاء .

 فلا تفوتنك الفرصة، وأنت اليقظ الواعي المدرك المفتح العينين، وتعود الى ما كنت عليه من عبودية للشخص الذي هو خلق مثلك، وتكون عبدآ ذليلآ مطيعآ له، وتنفذ له أجنداته مهما كانت هذه الأجندات، وتترك نهجك الإسلامي القويم، ومنهاج  ربك الواضح السليم المستقيم، وتخرج من حق عبودية ربك الله الخالق المبدع، الى باطل صنمية الشخص، ووثنية المسؤول المخلوق العبد الضعيف، العابد لذاته وشهواته وملذاته، على حساب وجودك أنت وكرامتك وعيشك الإنساني الكريم .

كن يقظآ، يا شعبنا الحر المؤمن الأبي، وإستفد من التجربة الاخيرة -- وأنت إستفدت منها حقآ، وأعلنت غضبك، وأوضحت موقفك الرجولي البطولي، ومن التجارب التي سبقتها، وإنزع ثوب عبادة الصنم الهابط، وتبعية الوثنية الرذيلة للمسؤول الذليل الراكس في الموبقات، وإسمو وإرتفع وإنهض بعبادة مثل أعلى جليل، وإنصبه غاية لك في حياتك، وهدفآ ومثلآ أعلى يحدو بمسيرتك المؤمنة الحضارية الإنسانية الصاعدة نحو العلى، والمرتقية صعودآ وتقدمآ وإنفتاحآ على مثل جليل كبير عظيم يستوعب مسيرة وجودك وحياتك الدنيوية من ألفها الى يائها، بما في قبلها وبعدها، لتعيش حياة الإنسان الحر الكريم السعيد، وتحقق آمالك وطموحاتك وما تصبو اليه وما ترنوه من مستقبل زاهر واعد بالخير والسعادة والطمأنينة والأمن والأمان ورضى الرب الكريم الخالق العظيم، وترضي ربك الكريم الذي خلقك من خلال عبادتك المستقيمة الحقة، وتفوز في عليين، بعد ما تحصل على رضوان من الله تعالى أكبر، وتعيش في نعيم دار المؤمنين المتقين.

هذه حقيقة هي أمنيتي لشعبنا العراقي المحروم المظلوم المكلوم الموجوع، الذي وعى وأدرك ونهض وثار ، وبدأ رحلته الإنسانية الرسالية الحضارية الجديدة على خط الإستقامة، وعدل الإسلام، لتشييد حضارة إنسانية راقية رفيعة، وتشييد بناء ضخم على أسس متينة لتكوين وتدشين دولة حق وعدل وإستقامة على أساس الإسلام، والتشريع الإلهي التام الناجز من أجل سعادة الإنسا .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فلندشن حياة إيمانية  إسلامية إنسانية حركية واعية مدركة على أساس الإستقامة، والعدل الإلهي، والحرية الإنسانية الحقيقية الكريمة المعطاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك