علاء الطائي ||
لا أحد يعرف أصحاب النفوذ الجدد! واقعياً تبدو فرص المرشحين لخوض الانتخابات النيابية متقاربة، بالنظر إلى أسباب عديدة منها الحراك السياسي،وحراك تشرين الذي أفرزته التطورات المعقدة التي آلت إليه العملية السياسية في العراق بعد تشكيل تحالف مكون من (الحكمة _النصرواطرافاً من حراك تشرين ) إضافة إلى وجود كتل وطنية، كتحالف الفراتين، وتقدم، والعزم من جهة وقوائم خرجت من عباءة إحتجاجات تشرين
من جهة أخرى. وعلى الرغم من خارطة تحالفات جديدة على المسرح السياسي في العراق، إلا أن المشهد السياسي في البلاد سيبقى موزعاً على إتجاهات رئيسية (شيعية _سنية _كردية) وفي هذه الحالة يمكن القول أن الانتخابات القادمة, إنتخابات طوائف وولاءآت مذهبية وسياسية معينة وليست انتخابات لها علاقة بالحراك الديناميكي المبني على قواعد لعبة سياسية متصلة بالجانب الوطني
أين مكمن الخطأ في اللعبة السياسية العراقية؟
حين يتوزع الشعب العراقي في الانتخابات على تيارات وأحزاب نصفها يبحث عن الفوز بغالبية المقاعد البرلمانية بيافطات الطائفية والمذهب، فيما يتخندق الآخرون خلف توافقات وتحالفات قشرتها ليبرالية_وطنية لكنها لم تتشكل بمحظ إرادتها عبر صيرورة اجتماعية _سياسية _وطنية وبحراك ديمقراطي، بل بردات الفعل المتقابلة للتصنيفات الطائفية والمذهبية، التي نجحت في التشكل، وإجتازت إمتحان الخلافات العميقة بينها كما حدث مع كتلة البناء وكذلك كتلة الإصلاح وسرعان ماتفككت بسبب التباين الواضح في التوجه والميول.
على صعيد إإتلاف قوى الدولة تبدو الحضوض في خوض الجولة القادمة مفتوحة أمامهم وكذلك دخول العزم والفراتين المنافسة الانتخابية .
وحتى يحين موعد الانتخابات مع فرض حصولها هذا العام، كيف تكون المنافسة بين سائرون، أمام الخصم اللدود لهما السيد المالكي، وبين السيد المالكي وبين (كتلة قوى الدولة) الذي أفاد من مجمل أخطاء الأداء الحكومي (العبادي عبدالمهدي الكاظمي) ومن بعض أخطاءه السابقة في دورته الثانية، وكيف يعزز رصيده من مجموعة من التحالفات (كتلة الفراتين) على سبيل المثال و(كتلة عزم) التي يعتد بها ومع شخصيات كالسيد مسعود البرزاني وأحزاب تقليدية مثل (فتح) لكنه، بكل تأكيد سيقف خصماً عنيداً لإتلاف سائرون أو قوى الدولة خصوصاً وانه بذل في الفترة الماضية
جهوداً كبيرة في تجاوز العديد من العواصف والسياسات المضادة، ومن المؤكد أن لديه ماسيقوله في الانتخابات المقبلة لجهة مؤاخذاته على أداء حكومة الكاظمي ولديه ماسيكشفه إزاء رؤيته "السياسية الاقتصادية الاجتماعية الأمنية" إذا ماجاءت أصوات العراقيين به رئيساً لوزراء الحكومة القادمة.
قلنا لولا التيار الصدري لكان الطريق سيصبح سالكاً أمام السيد المالكي للفوز برئاسة الحكومة للمرة الثالثة وحصد مقاعد الأغلبية إن آلية الإنتخابات القادمة وطبيعة التحالفات ربما ستلعب دوراً في تأجيل عودة السيد المالكي للحكم، وفي تقديري ستحد من طموح سائرون لإدارة الحكم رغم القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يمتلكها الصدر وتياره في الشارع العراقي
لكن لماذا لم يتحالف الصدر مع المالكي مع ان خلافات الصدر مع اطرافاً ليبرالية او علمانية وحتى مدنية كما شهدتها ساحات الإحتجاجات مثلاً لايتم تجاوزها بجرة قلم!
هل كان السيد الصدر قارئاً جيداً لإشارات الشارع المحلي والإقليمي، التي يمكن أن تكون اوحت بأن المالكي خطاً أحمر ولايجوز التحالف معه، ولذا فضل بالسابق أطرافاً غير إسلامية بديلاً عن المالكي؟
ثم ماذا تشكل هذه الأطراف في ميزان الواقعية السياسية وحظوظ الكتل النيابية فيما لو جد الجد ودقت ساعة الحقيقية ونزل العراقيون إلى الشارع؟
الشيوعيون مثلاً في إنتخابات سابقة ورغم الماضي الحزبي والكفاحي العريق وحيوية الشيوعيين لم يحصدوا غير مقعدين يتيمين جلس عليهما قياديين في الحزب.
أما دكتور أياد علاوي فبعد هزيمته في الانتخابات السابقة وعدم حصوله على مايؤهله للمنافسة وتشكيل الحكومة فضل مغادرته العراق حيث يتناوب في إقامته مابين عمان ولندن، وأغلق الجريدة وانفض أصدقاء الامس عنه، ولاأعرف بالتحديد الأسباب الواقعية التي حدت بعلاوي العزوف عن تشكيل تحالف مع الصدر رغم ان الرجل صدرت عنه تلميحات وتصريحات سابقة أكدت دور التيار الصدري في العمل الوطني العام ومكانته في الحياة السياسية وأثره في الانتخابات وفي تطوير العملية السياسية وربما يكون التوقف عن تشكيل هذا التحالف موقف الصدر الشخصي من علاوي ايام معارك النجف التي تكبد فيها التيار الصدري خسائر كبيرة حيث يحمل الصدر أياد علاوي عندما كان رئيساً للوزراء مسؤولية قرار شن الحرب وتدمير النجف وهو إعلان حرب كبيرفي عرف الصدرمن علاوي على التيار الصدري ووجوده في الساحة العراقية، لنمشي مع التحليل وتأسيس المقاربات إلى النهاية ونقول ماذا لو كان علاوي نجح في استقطاب التيار وشكل تحالفاً سياسياً وطنياً معه؟
كيف سيبدو الحراك السياسي في الساحة العراقية على خلفية هذا التحالف هل ستنحسر المعركة الانتخابية بين علاوي ودولة القانون او فتح.. أم أن مفاجأة ما ستحدث ويتغير المشهد رأساً على عقب؟ في تقديري لو أن دكتور أياد علاوي نجح في تحالف مع السيد الصدر، لكان وضع التحالفات الأخرى في موقف لاتحسد عليه ولاعتبر الصدر وجوده مع علاوي فرصة تأريخية وربما هي فرصة العمر لتصفية حساباته السياسية وفرض مايريد على الكيانات الأخرى في المجلس النيابي،فهل غامر زعيم الوفاق الوطني بحصته في السلطتين التشريعية والتنفيذية وفرصته التاريخية في التعويض حينما أعلن إنسحابه من المعترك الانتخابي القادم، إن السيد الصدر الذي لم يستطع استيعاب مقاربة وجوده مع علاوي
أو يختار خصومه السيد المالكي مثلاً على مضض ويدخل معهم في إئتلاف سيبدوا هشاً إذا مادخل الطرفان قاعات مجلس النواب واخرجا ماعندهما في صالاته من دفائن الماضي
من المؤكد ان الأيام القادمة كفيلة بأن تجعل زعيم التيار الصدري في موقع الإفصاح عن قناعاته السياسية اكثر وتزداد أهمية هذا الإفصاح عن تلك القناعات كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية التي سيتقرر على ضوئها مستقبل العراق لأربع سنوات قادمة.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha