نعيم الهاشمي الخفاجي ||
من المؤسف تكرار الأحداث بالعراق بدون الاستفادة منها وعدم تكرارها، التفجيرات الإرهابية كانت تستهدف مناطق وأحياء ذات غالبية شيعية، وبشكل يومي، لكننا لم نضع سبل لوقف هذه الجرائم البشعة، رحم الله السيد عبدالعزيز الحكيم طرح فكرة تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق المستهدفة،لكن صاحب السلطة التنفيذية بوقتها رفض، النتيجة بقينا عرضة للمفخخات سنوات طوال إلى أن حدثت مؤامرة خيانة الموصل وتبخر الجيش، تدخلت المرجعية في فتوى الجهاد الكفائي التي كان لها الدور المهم في هزيمة الإرهاب وتطهير حواضنه، ووقف مسلسلات التفجيرات اليومية، ومن المؤسف، أن المسؤول صاحب القرار غير مهتم بما يحدث، وكأنه موظف بدائرة او في مصنع، عليه يستلم راتبه ولايهمه ربح المعمل أو خسر، الذي يهمه استلام راتبه، حوادث السيارات تتكرر بشكل يومي، سرعة جنونية بدون وضع ضوابط من خلال نشر شرطة المرور على الطرق العامة للحد من السرعة الجنوبية والتي تقلل نسبة حوادث السيارات، التي تكلفنا موت مئات الشباب شهريا، الدول تبنى من خلال ضبط القانون من خلال محاسبة المسيء، مشكلة العراق الحقيقية بلد يعاني صراعات مذهبية قومية منذ يوم ولادته، يحتاج رجال أشداء يصارحون الشعب بالحقيقة المرة، ما نراه من صراعات مذهبية وقومية، جعلت غالبية الساسة وخاصة ساسة شركائنا بالوطن، لايعلمون وفق مبدأ العمل لصالح استقرار الوضع الأمني، وبناء العراق واعادة اعماره، نحن كعراقيين لانستطيع أن نذهب إلى سامراء بدون وجود قوات أمنية وبشرط من ابناء الوسط والجنوب لكي نضمن توفير الحماية لنا.
هناك روتين للأسف يكون حاجز لعرقلة كل مشاريع البناء والاستثمار في محافظات الوسط والجنوب، هناك تقصير وإهمال من ساسة أحزاب المكون الشيعي لجماهيرهم المليونية المضحية التي تحدت الإرهاب للمشاركة في الانتخابات، لو أن ساسة المكون الشيعي وضعوا بحساباتهم خدمة ابن الوسط والجنوب مثل ما فعل الساسة الأكراد لمكونهم، لما وصلنا لهذه المرحلة البائسة، لو كل كتلنا و احزابنا لديهم هدف يؤمنون به إن هذه الدولة دولتهم ولابد من التصدي لفلول البعث ووضع حد للانفلات والتراخي مع الذباحين والقتلة لما سالت دماء ابنائنا ولما بددت اموال العراق بسبب الإرهاب، السيد محمد الحلبوسي نقل بالصورة والصوت انه فاز مع قائمة سعد البزاز، يقول ذهبت للقائه في عمان، العجيب البزاز قال الى محمد الحلبوسي الدولة ليست دولتنا وعلينا تخريب ما يمكن تخريبه وارباك الوضع السياسي.
لا يعقل كيف نبني عراق مزدهر مع شريك بالوطن يعتبر صدام الجرذ الهالك قائده وزعيمه.
ماحدث من عمليات حرق واحتراق في المستشفيات وبالذات مستشفيات الوسط والجنوب، لم يك حالة اعتباطية، للإرهاب دور مهم في فتح أبواب الفساد والسرقة وإسقاط هيبة الدولة العراقية.
ماحدث في مستشفى الحسين ع بالناصرية كان بحق مأساة سببها الإرهاب الذي أستنزف اموال الدولة العراقية، واصبحت الامكانيات محدودة، مستشفى تم بنائه من كرفانات خشبية لإيواء مرضى جائحة كورونا.
هناك إهمال وتقصير من كل مؤسسات الدولة، لا يعقل يتكرر نفس خطأ وقع قبل عدة شهور في مستشفى ابن الخطيب ببغداد في الناصرية مرة ثانية وتوفى العشرات ووصل العدد الى ٩٢ شخص ولربما العدد قابل للزيادة.
تعازينا الى عوائل ضحايا مستشفى الحسين ع والذين قضوا نتيجة حريق في مركز لمعالجة مرضى الفيروس، تكرار الحرائق بات أمر طبيعي نتيجة لعدم وجود وسائل حماية، مركز صحي مصنوع من كرفانات خشبية، طقس العراق بات أكثر حرارة من حقبة السبعينيات والثمانينيات، كانت أعلى درجة للحرارة تصل ٤٤ الآن حسب تقارير وكالة الفضاء درجة حرارة الارض بالشرق الاوسط ارتفعت ٨ درجات وفي أوروبا ارتفعت ٦ درجات، يعني الآن درجة الحرارة بالعراق تصل إلى ٥٢ درجة، نحن في أوروبا بات عندنا تغير واضح بالمناخ، اصبح عندنا صيف نخرج للشوارع بقميص، وهذا كان محال إلا بقمصلة بفصل الصيف، العراق وشعبه يعيش بالقدرة، ارهاب لشركاء الوطن، إهمال، حوادث سيارات دولة عاجزة عن نشر شرطة مرور ضبط السرعه الجنونية، فساد، سرقات، تدخلات دولية وإقليمية في ادوات طائفية بعثية عراقية، مضاف لذلك سبق أن كتبنا وكتب غيري قلنا لرئيس الحكومة الحالي والرؤساء السابقين يا إخوان يا رئيس السلطة التنفيذية، يامن بيدك مليارات الدولارات أصدر أوامرك إلى فروع وزارة الزراعة بالمحافظات في عمل حملة تشجير في أشجار صحراوية سبق لنظام البعث زرعها على طريق الفجر ديوانية، وطريق النعمانية الشوملي، أشجار مخصصة للنمو في الصحاري، طالبنا الحكومة توزيع فسائل نخيل بشكل مجاني للمواطنين لزراعتها بالتأكيد تزرع داخل العراق وتؤثر بشكل ايجابي على البيئة وتقلل من إرتفاع درجة الحرارة.
الحقيقية كلامنا الساسة ينظرون إليه هراء، بعد سقوط نظام البعث وفي حكومات مجلس الحكم، أحد الأشخاص المسؤولين الذي كان صديق لنا قال نحن في الخضراء لا يوجد عندنا وقت لقراءة ما يكتبه الكتاب، أنا لم افتري بطبيعتي لم اخاف من بشر ابدا وأستطيع أن أذكر اسم هذا الشخص، والحمد لله أيضا تورط في ملفات فساد، لكن لا أريد من خلال الصحافة اذكر مثالب البعض، لأننا بالحقيقة سئمنا من كثرة انتقاد هؤلاء الساسة السذج، الذين مثلوا مكوننا بالعملية السياسية المتعثرة بسبب افاعيل وقذارة واجرام ساسة فلول البعث الذين لا يعرفون سوى لغة القوة.
لا أظن أن هناك مؤامرة في التاريخ أكبر من المؤامرة التي تجري على العراق،
قرأت التاريخ القديم والحديث فلم أجد في بطون الكتب هذا الكم من المؤامرات،
وللأسف نحن المكون المستهدف نملك مصادر القوة، لكننا لم نحسن استخدام مصادر القوة، بسبب تصدر المشهد السياسي للمكون الشيعي ساسة يجهلون أبسط الطرق لمواجهة مؤامرات فلول البعث.
لذلك نحن ككتاب كتبنا آلاف المقالات، انا شخصيا كتبت أكثر من ١٥٠٠٠ مقال ومنشور، لكن لم يسمع الساسة ارائنا، وتحذيراتنا، بل اعطيناهم طرق لمواجهة أدوات المشروع البعثي الوهابي الصهيوني لكن دون جدوى، علينا أن نعترف لايمكن احد يسمعنا دون أن نكون ضمن القوى التي تستطيع أن تؤثر، المستقلين وإن كانوا أكثرية المكون هم خارج العملية السياسية لم يسمعهم أحد، على عكس لو كان هؤلاء المثقفين وأصحاب الآراء السديدة والصحيحة ضمن حزب سياسي أو تيار، يمكن من خلال الدخول مع هؤلاء، أن يكون لهؤلاء المثقفين، أصحاب الآراء الصحيحة تأثير، من خلال تبني الحزب الآراء التي تطرح، بالعراق لايوجد لدى ساسة الأحزاب الشيعية العراقية مركز دراسات يضم عناصر مهنية وليس عناصر مرتزقة غبية جاهلة، يضعون دراسات في وضع استراتيجية سياسية لمشروع سياسي يجمع المكون الشيعي على هدف واحد، في غالبية الأحزاب الغربية، لدى كل حزب مركز دراسات استراتيجية حقيقي، وليس مثل بعض احزابنا الشيعية العراقية، في الكثير من الأحيان، أشاهد بعض القنوات الفضائية تقدم أشخاص كرؤساء المركز الفلاني للأبحاث الاستراتيجية، و لو تقصيت اثره تجده لا يستطيع كتابة مقال بسيط، ولايمك رصيد ثقافي ومعرفي حول الأحداث والتجارب العالمية، لم يقرأ كتب مذكرات رؤساء وزعماء وقادة الجيوش ومستشاروا الأمن القومي الأمريكان والغربيين السابقين ليطلع على تجارب عملهم وخططهم في التعامل مع اعدائهم، لم يطلعوا على كتب علماء الاجتماع السياسي، لم يقرأوا كتب الفلسفة الغربية، التي يسير عليها زعماء الغرب، اتحدى ساسة احزاب شيعة العراق أنهم قرأوا أبسط كتاب للمفكر الصيني سون كتاب فن الحرب، يعطيك خطط كيف تتعامل مع الاعداء، سواء عدو واحد او أكثر من عدو في آن واحد، لو كان لدى ساسة المكون الشيعي مشروع يسيرون عليه في العملية السياسية العراقية لاضطر ادوات امريكا والصهيونية من شركاء الوطن للكف عن التآمر.
في الختام رحم الله ضحايا حريق مستشفى الحسين في الناصرية، ورحم الله ضحايا مستشفى ابن الخطيب، ورحم الله الملفات التي تحرق في الوزارات العراقية التي تحتوي على مستندات توقيع العقود، بكل الأحوال، نحن لا نمتلك سوى أن نبتهل إلى الله عز وجل أن يرحم الضحايا، رحم الله من قرأ سورة الفاتحة، نسأل الله ان يرزقهم الجنة ويعوضهم عن ما جرى عليهم من هموم الدنيا وويلاتها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/7/2021
https://telegram.me/buratha