مازن البعيجي ||
عند أول شوطِ الحياة ومرحلة التمييز، تعطي الحياة لكل شخص منا رجلًا كان أو امرأة "شمعة" وتطلب منه أي -الانسان- صرفها بالطريقة التي نحن نقدرها وكفية استخدامها وأين ومتى يتم إيقاد لسان نارها ومتى نطفأ لها سراج الضوء؟
( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ) الأنعام ١٠٤ .
أي كل منا مخَوَّلّا في اختيار الوقت الذي يستخدم تلك الشمعة وقبس النور وفي اي طريقة ومكان، نهارا كان ذلك الإستخدام او ليلا في الظلام؟! والغريب أننا نرى من يستخدم تلك الشمعة في وضح النار حيث لا حاجة لها ولا ضرورة! الأمر الذي أدى إلى تسارع دموع الشمع الباكي على ضياع ذلك الضياء واستهلاكه دون قهر الظلام وتبديده!
وآخرين ممن كانوا على بصيرة وقد خوّلتهم نعمة تقدير الوقت والزمان في الانقضاض على العتمة والظلام لتساهم خيوط ولسان ذلك الضوء الجبار في كشف زوايا وثغرات كان الخوف والخطر واحتمال الغدر يكمن في كل شبر منها، ومن هنا ترى الأمر يكبر ويصغر حسب مدرَكات من أُعطيَت له تلك القبضة من الضوء، لدرجة تفاوت الأمر بين من هو مصداق لحديثٍ روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم) وبين من همّه نفسه فقط ونوع الأعلاف التي تُديم له الشهوات الفانية وزوالها السريع مهما كان نوعها وجنسها وعظمتها القشرية!
ولكن قد ترى أمة هي في الواقع أكثر خسارة وبؤس عندما وجّهت نعمة قناديلها وتلك الانوار وهي تمنح الضياء لعدو يكشف به كل خفايانا وزوايانا المظلمة التي قد تكون مخبَأ قوتنا وسلاح الرد مثل إيران برا برا ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha