محمد فخري المولى ||
اختلاف الروايات شيء امر علمي مفيد أحيانا كثيرة لانه باختلاف الرؤى والروايات يتسع الافق الضيق والأهداف والمدارك .
اما عندنا فالأمر مختلف تماما ،
بالمناسبة ما نقدمه اليوم الجزء من اختلاف الروايات هناك جزئين استعرضنا فيهما استيقافات مهمة وحيويه ببناء الدولة واليوم نكمل بالجزء الآخير .
فعند حدوث حدث وهو اعتدنا عليه منذ 2003 الى اليوم وقد يكون للمستقبل ان لم نغير طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأحداث .
تختلف الاعداد والملفت للنظر نجدها تصاعدية وليست تنازلية لننتهي بالحديث لما فجع به العراقيين اخيرا ( مستشفى الناصرية ) تصاعدت أرقام الضحايا من 20 لتصل الى قراية 120 ، ما نتحدث عنه أرواح بريئة ارتقت للباري لاننا لم نظر للأحداث السابقة بطريقة مهنية نحدد الخلل نجد الحلول القريبة والبعيدة حتى لا ننظر بالمستقبل حوادث بنفس السيناريو وبذات الأسلوب وكذلك النتيجة النهائية .
حادثة مستشفى الناصرية كحادثة وكارثة مستشفى الخطيب ببغداد ولا تقل عنها اهمية انقطاع امدادات الغاز عن احدى المستشفيات بفترة أسبق ولاتقل عن عدم توفر او نقص العلاج بالمستشفيات لفترات سابقة ولاحقة الى الان فيغادر المواطن خالي الوفاض او يناشد أصحاب الغيرة والحمية لابداء يد العون والمساعدة ولا تقل ايضا عن التوجه المفرط نحو المؤسسات الأهلية لأنها ستكون الافضل لكن بتكلفة ومعيار مادي طبقي ، لننتهي بتسأل فني مهم ؟.
لو جمعنا كل ما ينفق على اي مستشفى حكومي من اموال لوجدناها تعادل او تزيد بل ترتقي من حيث الاجهزة على
نظيرتها من المؤسسات الأهلية لكن وهو ما يؤسف له المؤسسات الأهلية ترتقي بل هناك فائض من الأموال والأمر ليس محل نقاش لأنها ببساطة مشروع تجاري ربحي ولو لم يحقق مردود اقتصادي لغلق مثلما غلقت العديد من تلك المؤسسات .
اذن هناك خلل بالإدارة بشقيها المهني والاداري يجب ان يعالج
للمثال .
المستشفيات التي تحترم نفسها وتحترم مرضاها لا تطالب المريض بضرورة ان يكون معه مرافق لمساعدته ، هي كلمات لإحدى الاعلاميين الأعزاء الاستاذ محمد صالح .
فمهمة المرافق في هذه المستشفيات تشغيل الاجهزة ومراقبتها وصيانتها وان وجدت حاجة جلب مايحتاجه المريض من خارج المستشفى .
تصوروا عندما تكون هذه المقدمات كيف تكون النتائج ؟
المؤسف هذا هو واقع الحال وعندما نقارن الميزانية بالواقع نجد فرق كبير جدا بين الاموال المصروفة وواقع الخدمات وبين الموظفين والكادر الطبي وواقع العلاج .
هذا الامر لايقتصر على الجانب الطبي فحسب بل بكافة مؤسسات الدولة ، فمن لديه القدرة للاطلاع على واقع الموازنات للوزارات سيجد العجب العجاب والكل يتحدث عن الموازنة التشغيلية التي تبلغ اكثر من 70% .
كيف يمكن تغيير هذا الواقع ؟
سؤال في غاية الاهمية والجواب عليه ليس سهلا في ظل الواقع الذي ينخر فيه
" الجهل المركب "
فالفساد اينما حل فانه يُنهك ويُتْعب البلد بساكنيه ثم سوء الادارة هي الاخرى تُوقف عجلة الحياة ، لكن الجهل اذا حل فانه يقتل البلد من الوريد الى الوريد ، فما بالك اذا اجتمع هذا الثالوث في بلد ومعلومات تشير الى جهات معينة تريد خلط الاوراق واحداث فوضى في العراق لاسباب مختلفة لكن بدوافع لاتخدم الامن والاستقرار .
هذه الجهات مشبوهة تريد استغلال عواطف المواطنيين واستيائهم من الفساد وسوء الادارة والجهل لاحداث تاثير على الوضع السياسي والامني والاجتماعي والا ماذا يمكن ان نسمي ما يحدث .
حتى لا تتكرر المأسي بسبب الحرائق او غيرها يجب التدقيق باختلاف الروايات.
اذن اختلاف الروايات امر علمي مفيد أحيانا لكن علينا ان ننظر بكل الزوايا لنستخلص الدروس ونقيم ونقوم بشكل ستراتيجي عملي مهني حتى لا يعاد شريط الأحداث وكذلك تعاد نظرية تعدد الروايات فتنتي الحقيقة وينتهي معها التغيير والبناء الحقيقي ليبقى الفاسدين ومن اذنابهم والمعتاشين على معاناة واهات البسطاء هم الفائزين بل المنتصرين ليتجدد المشهد من جديد بحدث جديد .
الا من متعلم ومتعض للدرس
https://telegram.me/buratha