مازن البعيجي ||
الطبيعة البشرية بطبعها لا تحب المشاكل، والمصائب، والكوارث ولا المرض وووو، رغم أنها لا خلاص منها بحكم وجودها الطبيعي في الدنيا وهو حال الدنيا التي وصفها الشاعر الحاذق ابو الحسن التهامي حيث يقول؛
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا
صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا
متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ.
لأن من شأنها وجود المظلوم والظالم، والمخادع والصادق، والمؤمن والكافر، ومحب المال والزاهد فيه، والمنتمي لله والمنتمي للفساد والبذخ، والاسراف، والكذب ،والنفاق، والخيانة العظمى والعمالة ووووو وقائمة يطول شرحها وتعداد مثالبها. كل ذلك يضع الكثير منا في فوضى عارمة اختيار منها ما هو الأصلح امر ليس على قارعة الطريق، خاصة في مثل زماننا الذي يدار من دهاة وعمالقة الشر المتمثل بأمريكا الشيطان الأكبر وهي مع كل بعدها عنا، إذا كيف وهي تجلس على قلب مثل العراق بسفارة لم يعرف لها التاريخ لا لمساحتها ولا لعدد موظفيها؟! وكم استخدمت نفوذها في العراق الذي ينظر له العالم بالبعد العقائدي أنه أحد اهم ساحات التمهيد أو مقر قيادته.
من هنا لابد من التأثير على ساحته الفكرية، والثقافية، والاخلاقية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، وحتى الدينية بخلق بؤر تمس وتضرب جوهر العقيدة ولعل العقائد المنحرفة التي تظهر بين الحين والآخر هي اكبر دليل، بل ظهور المنحرفين والشواذ شيء أصبح مألوف! هذا كله يدفعنا الى عدم التسليم لأي شخص ولا لأي حزب ولا لأي دعوة مهما كانت براقة؟! وهنا دور "البصيرة" البصيرة التي لا تأتي بها الشعارات والا المظاهر والشكليات، بل هي نتاج توكل ودين وإخلاص حقيقي وانتماء الى معسكر الإيمان الكاشف للحجب والمخططات وما يحاك ضد الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم المتبقي من كل معسكر الإسلام المشوه والذي أصبح شعار يفتقد مصداقه الى التطبيق!
هنا تأتي نظرية التقوائي والجندي المهدوي الحاج "سليماني" وهو يقابل كل ما يجري بروح الرضا والتسليم لله تبارك وتعالى وخاصة بعد ما يقدم المطلوب منه على اكمل وجه ليدع النتائج بيد الله الجبار العظيم الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين.
واضعا في ذهنه قدرة المدبر لهذا الخلق وكيف يمكن إعداد النصرة ومنح القوة من حيث ما نراه شيء ليس بصالحنا، بل ونكرهه أن يحدث معنا لكن لمن يؤمن بحكمة الله تعالى وتدبيره ستأتي الآية الكريمة تعزز له روح الإيمان ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة ٢١٦ .
لينهي به الأمر وهو خبير ساحات الصراع المتناقضة وكوليس المؤامرات والخطط ضد الإسلام وضد التشيع، بل وانقلاب حتى بعض أبناء الجلدة على التشيع المطلوب رأسه ورأس قياداته من قبل الأستكبار والصهيونية العالمية والصهيووهابية القذرة.
هنا جاءت آية سليماني ( يقينا كله خير ) وهي نظرة بصيرة على كل حدث قد لا يروق لنا وهو الخير كله والحل فيه مهما كان شكله مخيف ومرعب!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha