حسام الحاج حسين ||
بعد الأطاحة بنظام صدام حسين استطاعت الولايات المتحدة وإيران من تشكيل نظام سياسي برلماني يشارك فيه الجميع وتم الأتفاق فيه على ( ديمقراطية مشروطة ) كما قال الراحل مام جلال ره
يتم فيه توزيع القرار السياسي .
لكن الأمر لم يرق للسعودية وهي الراعي الرسمي للقرار العربي فاتخذت جانب العداء الصامت للعملية السياسية للعراق وقامت بتكليف المؤسسة الوهابية ووسائل الأعلام العربية بشن حملات عدائية ضد النظام السياسي .
كانت ايران وامريكا تعملان على عودة العراق الى الواقع العربية لأهداف استراتيجية طويلة الأمد . فقد طلب الرئيس بوش شخصيا من الملك عبدالله ان تعود العلاقات بين العراق والسعودية لكن الملك رفض .
وايضا ايران من جانبها شجعت العراق على استضافة القمة العربية والأنفتاح على الدول العربية لانها ستساعد في انهاء الأحتقان الطائفي الذي تصاعد بعد استلام الشيعة لمقاليد الحكم في بلد كان تحت الحكم السني لعقود .
مع تغيير الظروف السياسية والتحولات المهمة في المنطقة وبعد الخلافات الخليجية - الخليجية
وتنامي النفوذ التركي وعودة سوريا الأسد المدعوم من قبل إيران وانتصار الحوثيين وفشل تحالف العربي في اليمن .
اصبح من الضروري العودة الى العراق لكي يكون بوابة شرقية للعرب نحو إيران وبعد ان تيقن العرب ان إيران ستكون سيد المنطقة بعد توقيع الأتفاق النووي والانسحاب الهادى للولايات المتحدة من المنطقة .
اصبحت الدول العربية عارية امام النفوذ الإيراني المتصاعد مما جعلها تعتمد على العراق من اجل نسج علاقات هادئة مع إيران وقد استطاع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان يقود المفاوضات بين إيران من جهة والسعودية ومصر والأردن من جهة أخرى .وان يلعب دورا جوهريا وشخصيا في هذا الملف .
وباتت الدول العربية تتوجه الى العراق من اجل أن تتفاهم مع إيران وهذا يعتبر انتصارا دبلوماسيا لحكومة الكاظمي التي لعبت دورا جوهريا ومحوريا في تذليل العقبات امام هذا الملف الحيوي والأستراتيجي في المنطقة .
ومن اهم الأهداف التي دفعت الدول العربية لفتح قنوات الأتصال مع إيران هو ايمانها ان إسرائيل ليست القوة الأقليمية بل إيران كما قالت وسائل أعلام إسرائيلية مؤخرا ،،!
في الوقت نفسه كانت بعض الدول العربية تطمح ان تؤدي هذا الدور في التقارب بين إيران ودول العربية ك ( قطر وسلطنة عمان والكويت ) لكن المقومات الجيوسياسية والخلافات الخليجية - الخليجية حالت دون ذلك ،،!
وقد يذكر التاريخ ان حكومة الكاظمي نجحت في تقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية ويعود لها الفضل في انفتاح الجميع على الجميع ،،!
والمضي قدما في انهاء التقاطعات والبحث عن مشتركات توفر نسبة من الأمن والأستقرار في أكثر المناطق توترا في العالم ،،!
https://telegram.me/buratha