-مازن البعيجي ||
كأيِّ أرض مهجورةٍ في صحراء قاحلة أنا الغدير! الذي تقتله الوحشة وتجلب له رياح الصحراء رمالها البلورية القاسية، وتعمي عيون النبع الذي ينتظر من غير أمل قد يتحقق!
وبلحظة وحيث كنت اغط في نومٍ عميق احسست بسموم التراب تلفحني وصرير الصحراء يلهبني ، وكأني بأصوات حوافر خيولٍ وجرجرة جمال وأصوات أخافتني! كأنها قافلة بدو رُحَّل، حاولت النهوض وإذا بي اشاهد مالا يخطر ببالي يوما أن اشاهده.
أمة ذاهبة للحج واقوام تتابع المسير وتحث الخطى كأنها على موعد قريب، والبعض يسأل عن مكاني واسمي انزلوا واضربوا الخيام عند غدير "خم" تعجبتُ من اين هؤلاء ليعرفوا اسمي وعذب الماء ولم يسبق لي أن عرفتُ أحدا منهم !؟
عجبًا!! كأن الامر مدبَّر ومدروس حيث هناك من يُخبرهم بما يجب فعله، نزلت الركبان وبُني مسرح من اقتاب الإبل وصعد عليه أوسم وأجمل ما رأت عيناي، كويكب قد أخرس جماله الأقمار، ومسك بيده شخص كان معه كأنه يريد إِفهامَ الناس وإبلاغهم ، أن هذا خليفتي من بعدي.
كأني بالسماء يتنزل منها فيض وبركات والنبيّ الأكرم يترجم ذلك الفيض على شكل تعاليم نزلت بدستور آيات محكمات،
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ .
هنا أدركتُ أنها الكرامة، والشرف، والخلود لإسمي الذي سيخلّده التاريخ ما خلُد اسم "عليّ" وتلك البيعة القرآنية العظيمة، لذا وأنا كل عام يحتفل الأنام بحادثتي وأنني انا الغدير "غدير خم" الذي أضحى أميرًا بتنصيب الأمير مولى للمؤمنين .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha