المقالات

فتاوي المرجعية بين الدليل الشرعي وبين ثرثرة العوام

1934 2021-07-30

 

اياد رضا حسين آل عوض ||

 

من الظواهر التي برزت في الوسط الشيعي العراقي بعد سقوط النظام البائد، هو ما نسمعه من انتقادات لاذعة غير منضبطة توجه الى المرجعية العليا تتعلق بصلبب اختصاصها وفي مسائل ترتبط بالعلوم الفقهية والاصولية التي تتعاطها المؤسسة العلمية الدينية  • ان هذه التقولات التي بات نسمعها تصدر من اوساط لا تمتلك ادنى مستوى من الوعي والثقافو الاسلامية والتي في كثير من الاحيان لا تعرف ادنى شيء عن قواعد واصول الدين او المذهب، ومنها ما يتصل بمرجعيه التقليد.

 ويبدو ان  المتخلفين من اهل العصبيات وذوي الولاءات المتذبذبة والغير مستقرة، هم في مقدمة هؤلاء، وهم الذين معظمهم لم يكن لهم اي اهتمام بالمسائل الدينيه الا في وقت متاخر جاء بسبب المتغير الحادث بعد سقوط النظام،  فان معظم هؤلاء كانوا لا يعرفون سوي الحاكم الظالم وبطانته واعوانه ولا يهتمون الا بقيم البداوة والمشاكل والصراعات.

 اما الدين والمذهب فلا يعرفون منه الا بعض الطقوس في مناسبات معينه والتي قد يكون كثير منها لا علاقه له بالدين واسماء ورموز لها قدسيتها يجري التعامل معها على اساس نفعي ومطلبي •  ان من الامثله على هذا النقد والتجريح والتي تم رصدها هو ما يوجه من اعتراض ورفض لموضوع تحديد رؤيه الهلال والادعاء بان المرجعية قد شذت عن الاخرين في اثبات رؤية  الهلال وانه بدا كبيرا يوم ولادته الى غير ذلك من الاقوال والتعليقات التي تصدر من العوام والجهلة.

 وفي الحقيقة فان هنالك سؤالان مهمان يثاران بهذا الصدد :- 

 اولهما/ هل ان هؤلاء المتخلفين والجهال اقدر وادرى واعلم من المرجع الكبير في اثبات الرؤيا ومعرفة قواعد وادوات الدليل الشرعي الذي يعتمد عليه.

ثانيهما/   ان كان هذا الموقف الغير مسؤول من قبل هؤلاء في ما يتعلق برؤيه الهلال فكيف سيكون موقفهم في مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواضيع اخرى مهمة.

لا اتذكر ومنذ الخمسينيات عندما اصبحت افهم وتحسس الوقائع والاحداث وما يجري في المجتمع انه كان احد يجرؤ على مثل هذه الانتقاد وفي مسائل تتعلق بموضوع العبادات والمعاملات وهو ليس من اهل العلم والاختصاص واذا كان يحصل مثل هذا فهو يجري من قبل علماء ومجتهدين كبار.

 ان مرجع التقليد لا يمكن ان يكون بهذه المنزله والمرتبه الا بعد عشرات السنين من الدرس والبحث فقها واصولا و بعد ان تتوفر فيه جميع الشروط الذاتيه والموضوعيه التي تؤهله لان يتصدى للافتاء والتقليد.

 ان الذي اشرنا اليه يؤكد مدى التخلف وعدم الوعي والجهل بالمسائل الدينيه برمتها عند هؤلاء و كيف ان تعاملهم معها يجري بشكل انتقائي ومصلحي.

  وفي الحقيقه فان هذه الظاهره تعتبر واحده من اهم امراض الواقع الشيعي على الساحه العراقية.

اعتقد بان هذه الظاهره المرفوضه والسيئه لا يمكن ان تكون بمعزل عن الفوضى التي اصابت العراق والتي مكنت هذه الشرائح المتخلفة في العقود الاخيرة من الهيمنة على السلطة والواقع السياسي والاجتماعي العراقي.

 وفي الواقع فان الامر لايقتصر على هذة الظاهرة وانما هنالك مفردات لظواهر اخرى لا تقل خطورة عن هذا الذي ذهبنا اليه،والتي بدأت تلحق الضرر بالمؤسسة الدينية والواقع الشيعي على العموم، من خلال مايرتكبه ويزعمه ويمارسه الجهال والاعراب.

•  يروى عن الشيخ الدكتور احمد الوائلي (رحمه الله) انه جمعه لقاء في احدى ليالي الشتاء البارده مع الامامين الاستاذ السيد ابو القاسم الخوئي و الشهيد محمد باقر الصدر (اعلى الله مقامهما) وقد جرى في هذا اللقاء نقاش بين الاثنين حول احد المواضيع الفقهية والاصولية.

يقول الدكتور الوائلي وهو العلامة الكبير وعميد المنبر الحسيني انه لم يفهم شيئ من حوارهما لصعوبة ودقة وعمق موضوع النقاش الذي لا يستطيع الخوض فيه الا من وصل الى مرتبه متقدمه جدا في علمي الفقه والاصول، ويستطرد ويقول انه لم يتكلم بكلمه واحده سوى  انه كان يقدم لهم فناجين القهوة.

 فاين هؤلاء المتخلفون الثرثارون من هذا العلم وماهي مساحه معرفتهم وفهمهم الى هذه المواضيع التي اشرنا اليها.

  نسال الله ان يكشف هذه الغمه عن هذه الامة  والله غالب على امره وهو حسبنا ونعم الوكيل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-07-31
في واقعنا العراقي المرير بدأ صوت الجهل والهمجيه والقبليه يرتفع شيئا فشيئا وهذا له اسبابه ومنها ١.. ضغوط قوى الاستكبار العالمي بكل انواعها وجيوشها المرئيه وغير المرئيه على العراق ٢..كرست حقبة البعث الانكلوامريكي كما عبر عنه احد قادته، العشائريه والطائفيه وتخييم الجهل وعسكرة المجتمع بكل فئاته ٣..الكبت والظلم وحكم الدكتاتوريه على مدى اربعة عقود مركزه و الانتقال فجأة الى نظام ديمقراطي ٤..بعد ٢٠٠٣ كان العراق عباره عن(خرابه) بكل مفاصله العسكريه والاقتصاديه والامنيه و.. و.. في هذا الظرف والمنعطف الخطير والحساس برزت المرجعيه على واجهة الاحداث لانقاذ ماتبقى من العراق شعبا وسيادة في ظل هذه المتغيرات الكبرى لاسيما على الصعيد الاجتماعي الذي بدا متشرذما والمرجعيه تعلم كل العلم ان اصابع الشر والاصطياد بالماء العكر ستتحمله هذه العمامه المقدسه ومع ذلك اختارت اهون الشرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك