محمد فخري المولى||
ذكريات الغزو العراقي للكويت او يمكن ان تسمى سنوات الحرب والضياع ثم التيه , هي الاسم الادق لتلك الحقبة .
2 اب تاريخ وذاكرة مملوءة بالصور المحزنة والاليمة من ذلك اليوم الى الان .
لم يستفد النظام السابق من دروس التاريخ لانه لم يقرأ التاريخ جيدا لذا اقدم على تلك الخطوة التي مهما رددنا لن نجد التبرير الحقيقي لاستمرارها سوى العنجهية والتعصب الاعمى والجهل والغباء السياسي والاداري.
لانه بالنظر للنهايات، اقدمت على فعل غير مبرر من اجل سبب ما قد يبدو مقبولا لدى البعض ، لكن عندما اقتربت ساعة الصفر بدخول التحالف الدولي باطراف محلية اقليمية دولية على خط التماس ب 36 دولة كان المفروض ان توقف هذه المهزلة قبل ان تكون منازلة غير متزنة .
فلا مسوغ اخوي إسلامي عربي للبقاء بتلك البقعة المعترف بها امميا ونظرت بام يعنك كحكومة وقادة بل حتى كمواطنين بسطاء كم البناء المتميز بكل مناحي الحياة ابتدات بسكن المواطنين ووسائل النقل ثم بالبنية التحتية ثم بنظام وأجهزة إدارية حقيقة موجودة فعلا بلا روتش هنا لابد من الإشارة الى كلمات رددت بتلك الفترة ( رزقنا فطغينا فبتلينا )
يمكن ان توجز الشان الداخلي الذي القى بضلاله على الوضع الخارجي ببساطة كان يمكن ان تمتص الازمة وتذوب فقط بتخفيف حدة ووتيرة المفردات والكلام عند لقاء الخط الاول من الحكومتين .
حدث ما حدث من احداث لذلك اليوم الاسود تحت مسمى خلي الولد يتريكون يمك وهي مفردة عامية معناها سيحضر ابناء الرئيس السابق لتناول طعام الفطور مع اخوتهم .
لنردد مضى الشطر الاول وتحول الامر من موقف محلي اقليمي الى دولى وهو الخطأ القاتل الاكبر برغم كل ما يردد لو انسحبت القوات من الكويت لتغيرت بوصلة الاحداث التي تغيرت لاتجاه مختلف تماما مخلفتا دمار بشري اجتماعي مادي سيبقى ضمن الضغوط الصدمية لما بعد الحدث لعقود وهو الموجود الآن مع تجدد الذكرى للطرفين .
هنا لابد من الإشارة الى تفصيل مهم تاريخي لولا دخول السعودية بشكل فاعل ومؤثر وهو دليل على بذخ بالمحبة والغيرة لكانت النتيجة النهائية مختلفة تماما عن الحاضر .
بنتيجة نهائية لم يخرج النظام السابق من الكويت الا بخسارة كبيرة إعادة العراق لقرون واوقفت عجلة الحياة والتقدم وشارع الموت طريق العبدلي شاهد حي مسجل .
لم يستفد احد من الدروس لا بالفترة الماضية او الان من تلك الدروس ، لا أحد لاننا ورثنا العنجهية والتعصب الفكري الاعمى وعدم دراسة التاريخ جيدا ، والاهم لأننا ما زلنا لم نستمع الى صوت الحكماء وذوي الراي والمشورة السديدة
واولها عبارة نقشت ببوابة الكويت ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) رددوها لصدام الكثيرين ، لكن لم يستفد من تلك الحكمة ، ومن ما ناسف له استمرينا بذات الوتيرة والعقلية والمنهج لم نستمع للحكماء ولم ننزع او ننتزع مواطن التوتر وعدم الثقة المتبادلة ولم نصل حتى بعد زوال النظام الى طريق اخوي مجتمعي اولا ثم اقتصادي وتقني ثم توافق بين الحكومات على رؤى الدولة الجديدة للمستقبل مع الاخوة والجيران ثانيا ، فانطلق كلا وفق رؤيته وطريقته ومنهجه بنسج خيوط التقاطع والتضاد ولن يكون المستقبل وضاء وفق هذا المنظور لبقاء الأصل عدم الثقة .
الشان العراقي من حيث الرؤية لم يتغير ولم يستثمر الادوات المحلية والاقليمية بل حتى الدولية ، والا لم تحل معضلة الديون والتعويضات مع الكويت الا بعد عقد تقريبا من الزمن وكذلك معضلة الخطوط الجوية وكذلك الحدود وكذلك وكذلك ... كأننا جزء من النظام السابق ولسنا نظام جديد ورؤية جديدة بشخوص ومشاريع جديدة ببساطة كأنه فقط تم تبديل الوفد المفاوض .
ختاما للتاريخ والأحداث دروس يجب ان ننظر لها جيدا ونغير رؤيتنا وستراتيجيات التفكير ، فالاستمرار بذات الوتيرة بعدم تغير طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأحداث والمستقبل ، فإننا نتجه بنفس الطريق عند قصد او بغيره نسير بخطى حثيثة من الضياع متجهين نحو التيه إلذي نسير به الآن .
لنوقف الزمن وننظر للأحداث ونحكم العقل لنستخلص الدروس للمستقبل
الا من متعض ومستمع
تقديري واعتزازي
https://telegram.me/buratha