حسام الحاج حسين ||
السؤال المهم اليوم هل حرب الناقلات بين إيران وإسرائيل استراتيجية ام تكتيك ،،؟؟
المواجهة بين إيران وإسرائيل هي أستراتيجية لاتقبل الشك ،
وهي في حرب غير معلنة تمتد لعقود بصورة مباشرة او غير مباشرة تهدف الى تحقيق توازن الرعب في معادلة الصراع.
ومن اجل الوصول الى الهدف الاستراتيجي تتخذ اشكالا متعددة في طرق المواجهة والتي لم ترتقي بعد الى المباشرة،،!
اعتقد ان حرب الناقلات بين إيران وإسرائيل هو تكتيك ينضم الى سلسلة مواجهات في اكثر من مساحة مع الحفاظ على التباعد الضامن لعدم الصدام المباشر .
تدير إيران وإسرائيل الصراع ببراعة في منطقة متوتره تفتقد الى التوازن والحكمة حيث لاتستطيع الدول المجاورة للبلدين ادارة ازماتهم الا بمساعدة الاطراف الأقليمية او الدولية الكبرى.
بينما تدير طهران وتل ابيب صراعا استراتيجيا بينهما بمنتهى البراغماتية ولكل منهما ادوات ضغط سياسية وعسكرية.
فطهران تطوق تل ابيب بصواريخ دقيقة وتقنيات مرعبة زودتها للقوة المعادية لتل ابيب تستطيع ان تغير المعادلة في اي مواجهة كما حصل مع غزة .
في المقابل تمتلك تل ابيب ادوات ضغط سياسية ودولية ادت بالنتيجة الى تطويق إيران اقتصاديا وسياسيا وقادتها الى شبه عزلة دولية تقودها الولايات المتحدة وادواتها العربية ،،!
لم ترتقي المواجهة بين البلدين الى حرب مباشرة وهذا مالن يحصل لان الطرفين يقدران حجم الدمار الذي سيلحق بالطرفين،،!
كما ان القوة العسكرية لإيران هي الأقوى وذلك بحكم الجغرافية .
كما ان البنية التحتية لإسرائيل هشه لاتتحمل صواريخ باليستية بالالاف قد تهطل على المدن العبرية في اي مواجهة غير مدروسة ان حدثت،،!
اضف الى ذلك ان المصالح الأمريكية قد تتضرر وان نئت بنفسها عن اي مواجهة عسكرية بين الطرفين . لذلك تبحث إسرائيل عن احتكاك محتمل بين واشنطن وطهران على هامش حرب الناقلات وتهديد أمن الطاقة،،،!
تحاول تل ابيب ان تحشد تحالف دولي ضد إيران من خلال توسيع رقعة الصراع لتشمل دولا اوروبية وأسيوية لكن طهران لاتوفر احيانا الأرضية المناسبة لهكذا احتمال في ساحة الممكن،،،!
تبقى العمليات العسكرية والأمنية بين البلدين في اطار التكتيك الذي تنسج خيوطه بعيدا عن اراضيهم قدر الأمكان وان كان في كثيرا من الأحيان يتسلل الى الداخل الإيراني والإسرائيلي دون متابعة لرد الفعل وتبقى اغلب عملياتهم الداخلية والخارجية ضد مجهول معلوم في نفس الوقت،،!
إيران تجر إسرائيل الى حرب استنزاف الخاسر فيه تكون الدولة العبرية بسبب امكانياتها الأقتصادية ومواردها الهزيلة مقارنة باأكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث المساحة والسكان والثروات اضافة الى النفوذ الذي يحيط باإسرائيل والذي يعتبر كابوس لكل الحكومات العبرية خلال اربعة عقود منذ تاسيس الجمهورية الأسلامية في إيران ،،!
تعيش الدول العربية حالة من القلق والترقب على هامش الصراع البارد بين الدولتين بينما تقف الولايات المتحدة في المساحة الرمادية وتريد ان تمسك العصا من المنتصف احدى اطرافها إيران العدو الصعب والمتمرد
والطرف الثاني إسرائيل الحليف المشاكس الذي قد يسبب صداعا للأدارة الأمريكية الجديدة ،،،!واشنطن تبحث عن مسالك دبلوماسية في فيينا للأتفاق مع إيران .
بينما في الوقت نفسه تستخدم الدبلوماسية نفسها لأرضاء إسرائيل من خلال تصريحات الوزير بلينكن ،،،،!
وفي هكذا صراع معقد قد لاترى الدول العربية بالعين المجردة لانها خارج مساحة (الزمكان)،،،!!!
https://telegram.me/buratha