الشيخ محمد الربيعي ||
[ ثُمَّ كُلي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ]
سؤال خطر في الذهن و لعله ليس بسؤال جديد على الاخرين ، لماذا يوجد فقط طبيب للامراض ؟
بمعنى نقرأ طبيب الامراض كذا و امراض كذا ، و تم حصر الوظيفة الطبية فقط بوجود المرض ، و اصبحت العلاقة بين المجتمع و الطبيب علاقة المرض فقط .
سؤال اخر يطرح هل و ظيفة الطبيب هو علاج المرض فحسب ؟!
وينفتح على ماقلناه سلفا بسؤال :
هل من صحيح علاقة الطبيب و المجتمع علاقة مرض فقط ؟ !
اعتقد هناك حلقة اصبحت مفقوده وهي السبب بكثرة الامراض ، ووجود الجهل بكيفية التعامل مع الصحة من جهة وكيفية التعامل مع المرض من جهة اخرى ، لان بطبيعة وضع الطبيب في العيادة ، وجعل النظام العلاج ان اردت الارتقاء به يكون عن طريق العيادة الخارجية التي طبيعتها المكانية و الزمانية تحتم على طبيب فقط احيانا كثيرة حصر العلاج بكتابه الدواء دون اعطاء الثقافة الوقائية لتعامل مع مرض و المراحل بعد علاج المرض جعل المتلقي العلاج يعتمد في علاجه حصرا على الدواء الذي قد لايؤدي دورة مع العوامل الموضوعية والذاتية للمريض ، فممكن يكون التدخين على سبيل المثال يزيد من الحالة او يتعارض مع استجابة الدواء دون تلك الثقافة يبقى المريض في دائرة المرض ، ويكون يدور في ذهنه لماذا لم اشفى وهل كان التشخيص غير دقيق او ان شركة العلاج غير رصينة ، وهكذا هي دائرة المرض تبقى فعاله ....
ونرجع الى مابدئنا لنقول اين طبيب الصحة ؟!!!
اعتقد نحتاج الى طبيب الصحة ، او لنقول : الى تفعيل الدور الاعلامي الى الصحة و طبيب الصحة ، لكي نقلل من عدد الامراض و حدتها .
يجب ان يكون الدور الاخر للطبيب وجودا و اعلاميا عن الخطوات الصحية لبقاء صحة العضو الجسدي فعالا بصورة صحيحة ، ان يبين اعلاميا طبيا عن الكيفية التي يبقى الانسان صحيحا ، فنرجع الى دائرة الاسئلة ونسأل لماذا لانجد تفعيل حقيقي وجودي و اعلامي الى ( طبيب تخصص التغذية ) ، حيث لو وجد هذا نوع من التخصص المساحة الاعلامية و المساحة العملية لتخصصه ، من المؤكد سيساهم بمنع وصول الانسان الى مرض من جهة ، ومن جهة اخرى من المؤكد سيساهم بشفاء السريع للمريض من خلال التنسيق بين طبيب التغذية المتخصص و الطبيب المعالج لحالة المرض من خلال اعطاء المريض خارطة الطعام المخصص الذي يتلائم مع طبيعة مرضه ويتلائم مع علاجه .
لماذا لانجد وجود اعلامي وفعلي الى ( طبيب الاسرة ) مثلا الذي وظيفته
تقديم الرعاية الصحية الأولية الشاملة لجميع أفراد الأسرة بغض النظر عن العمر أو الجنس ، أو طبيعة المشكلة المرضية سواء أكانت عضوية أم نفسية أم سلوكية فهو المستشار الطبى الأول للعائلة فى جميع الحالات حيث يقضى فترة الامتياز (Intern) فى الفروع الطبية المختلفة بعد أن يتخرج من كلية الطب .
وهنا لا بد أن نميز بين نوعين من أطباء الأسرة ، الطبيب الذى يتخصص فى طب الأسرة يُطلق عليه طبيب الأسرة و ترجمتها باللغة الإنجليزية (Family physician) ، حيث يخوض مزيد من الدراسة المتخصصة (طب الأسرة )، لمدة أربع سنوات بعد حصوله على شهادة الطب العام ، أما الطبيب الذى لم يدرس طب الأسرة بعد انتهائه من دراسة الطب لكنه يغطى كافة المشاكل الصحية التى تتعرض لها أفراد الأسرة بغض النظر عن العمر فيطلق عليه طبيب الأسرة وهنا يكون ممارس عام (General practitioner) ويُطلق عليه (Family doctor).
وطب الأسرة (Family medicine) من التخصصات الطبية التى لاقت اهتماماً كبيراً فى الفترة الأخيرة وخاصة لأن طبيب الأسرة يساعد أفرادها فى الحصول على الرعاية الطبية بشكل سلسل وسهل ، بالإضافة إلى علاجه الكثير من المشاكل الشائعة التى قد يتعرض لها أعضاء العائلة بين الحين والآخر سواء بشكل طارىء أو غير طارىء، كما يساهم فى توجيه المريض إلى الطبيب المختص عند عدم الدراية بالعلة المرضية ولمزيد من التشخيص السليم.
محل الشاهد :
اذن نحن بحاجة مجتمعية الى تفعيل اعلامية و فعليا دور الوقائية المجتمعية ، و هذا يكون بالاعلام و الميدان ، لكي تتكون لدى المجتمع الثقافة الصحية الصحيحة ، وكما يقال الوقاية خير من العلاج ...
نسال الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ العراق وشعبه
https://telegram.me/buratha