حسام الحاج حسين ||
((لم تكن إيران إيران لولا الأكراد )).
الشهيد القائد مصطفى جمران ره .
قبل تأسيس الأمبراطورية الفارسية الأخمينية كانت إيران تتكون من قوميتين لايفرقهم سوى اللغة الماديين وهم الأكراد والميديين وهم الفرس .
كانت شيراز بارسبوليس مهد الفرس وكانت اكباتانا همدان مهد الأكراد .
قام كورش العظيم بدمج القوميتين تحت ظلال ( الأمبراطورية الأخمينية ) ونتج عن انصهار الكرد والفرس مملكة مترامية الأطراف تحت (الجنس الآري )تمتد من حدود الهند شرقا الى ليبيا غربا ومن اليونان شمالا الى الحبشة جنوبا ،،!وحكمت العالم القديم ١٢٠٠ عام .
بدئت بوادر الأنقسام بين الفرس والأكراد في ظل الأحتلال الروسي لشمال إيران ابان الحرب العالمية الثانية وقام الروس كعقوبة لرضا شاه المساند للنازية بأنشاء جمهورية مهاباد الكردية التي لم تدم سوى شهور معدودة بقيادة القاضي محمد وكان الملا المصطفى البرزاني وزير دفاع في جمهورية مهاباد الفتية ،،!
قضى الشاه محمدرضا بهلوي بدعم امريكي بعد الضغط على السوفييت وانسحابهم تاركين الاكراد يواجهون مصيرهم على الحراك الكردي واعدم قاضي محمد عام ١٩٤٧م وهرب ملا مصطفى البرزاني الى القوقاز ولجئ الى السوفييت ،،!
في ظل نظام الشاه محمد رضا بهلوي وبعد التصالح مع الغرب استخدم الورقة الكردية العراقية ضد حكومة العراق من عهد عبدالكريم قاسم وحتى اتفاقية الجزائر ،،،!
انضم الأكراد الأيرانيون الى الثورة الإيرانية بقيادة الأمام الخميني ره ضد الشاه واخذت الوفود الكردية تزور النجف الأشرف سرا وتقدم الولاء لقائد الثورة وشاركت الاحزاب الكردية بالأطاحة بنظام الشاه كباقي مكونات الشعب الإيراني .
وبعد انتصار الثورة الأسلامية كان د قاسملو في طهران للقاء الأمام ره وكان يطالب بالحكم الذاتي للأكراد فقال الأمام ره
((ان الحكم الذاتي للأكراد يعني تقسيم إيران بايدينا .
العرب والبلوش والترك سيطالبون كما تطالبون ))،،،!
غادر د قاسملو طهران وجاء الى العراق واعلن المعارضة المسلحة على الحكومة المركزية في طهران وكانت بعض المدن الكردية تحت سيطرته قواته المسلحة ك باوه ونوسود وبيرانشهر . حتى ارسل الأمام ره الشهيد جمران والحرس الثوري لقمع التمرد ،،!
ومنذ ذلك الحين كانت الحركة الكردية تتخذ من اوروبا مقرا لهم وكانت بعض عناصرها تحت حماية نظام صدام حسين حتى عام ٢٠٠٣ دخلوا الى مناطق الأقليم بشرط ممارسة العمل السياسي فقط .
لكنهم وبدعم أمريكي وإسرائيلي قاموا بأنشاء معسكرات التدريب في المناطق الجبلية الوعرة الخاضعة لسيطرة الديمقراطي الكردستاني .
تقوم إيران بحملات قصف مدفعي وصاروخي على مواقعهم بين الحين والأخر ،،،!
الوجود السياسي للمعارضة الكردية الإيرانية ضعيف جدا وذلك لعدة اسباب .
الاول هو حجم الأكراد (السنة ) الضئيل والذين يمثلون المعارضة واما الأكراد الشيعة وهم اغلبية الأكراد فهم ( شيعة ) ومع النظام .
الثاني ان القومية الفارسية اقرب للأكراد وهم ( جنس آري )من جميع القوميات الأخرى في العالم كالعرب والأتراك وهذا عامل نفسي مهم جدا .
الثالث هو عدم تبني اي دولة بشكل علني للمعارضة الكردية خوفا من إيران ورده فعلها .
حتى حكومة الأقليم تعطي الضوء الأخضر للإيرانيين بملاحقتهم في داخل اراضيها وتم تصفية اثنين من ابرز قياداتها في السليمانية واربيل .
تستخدم القوى المعادية لإيران الأكراد المعارضين من ( السنة ) في عمليات تخريب وتجسس على حدودها الغربية ،،!
وكان الرئيس طالباني ره قد طلب من القيادات الإيرانية اعفاء بعض المعارضين الإيرانيين المقيمين في الأقليم من الملاحقات ومنهم المطرب محمد جزا وزوجته مرضيه ،،!
الملف الكردي لايشكل قلقا بالغا لدى طهران وذلك بسبب علاقاتهم الوثيقة بالاحزاب الكردية العراقية التي تغض الطرف احيانا هذا اذا لم تتعاون مع طهران اصلا في تحييد الجماعات المسلحة الكردية التي تشكل خطرا على أمن الجمهورية الأسلامية وصرح نيجيرفان برزاني من طهران قائلا ( اننا كأكراد نعتبر انفسنا جزء لايتجزء من الثورة الأسلامية في إيران )،،!
اضف الى ذلك ان اغلب القوى المعارضة للجمهورية الأسلامية المتواجدة في المنفى لاتؤيد مطالب الكرد بالأنفصال وهؤلاء لديهم لوبي في امريكا واوروبا وهم قريبون من صناع القرار في الغرب ،،،!
وينتقدون دوما الأصوات الداعية للأنفصال والتقسيم ،،!
(( ان الشعارات الأنفصالية مصدرها إسرائيل وليس الشعب الإيراني المعارض ))
ابوالحسن بني صدر .
https://telegram.me/buratha