مازن البعيجي ||
مقطوعة لوعةٍ وتمزيق للحشى، وألم من التعبير يفتّ الجوانح، ويصدر من نياط الروح، إنه وصف وتعبير يضعنا في حيرة ودهشة حينما نعرف أن من يقول ذلك هو المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف" أنّى لمثل إمام زماننا الذي يحتجبُ عنا طوال كل هذه السنين يحمل مثل هذه اللوعة والألم اليوميّ الذي ورد في تعابيره الحقيقية، لاندبنك صباحا ومساء،وأبكي عليك بدل الدموع دما!! إذًا كم أثّرَ بك مشهد القتل وكم ترك بصمات الوجع على قلبك مولاي!! وكم تفهم تلك المأساة على نحو أرّقت ليلك والنهار وسلبت منك الهدوء مع ما أنت فيه من إدارة للكون وصخب المشاكل في هذا العالم الفسيح.
هذه الصورة التي يريد ايصالها لنا وليّ العصر عن كربلاء الحسين، وهذا الوجود العقائدي المطلوب منا السير فيه وعن بصيرة، قد حدد لنا جوانبها إمامنا المنتظر ورسم ملامح الحزن عليها بمثل ما يتفجّع به ذات قلبه الشريف، ونفس جمرة الحزن التي تكوي له الجوانج وتريق آماقه كل آن.
تصوير لمشهدٍ يجب أن ندور حول فلسفته ونطرق باب متنون كلماته، ونأخذ منه ما أخذه الإمام حتى صار يتوعد الثأر له ويحث الأمة على الاستعداد للأخذ بالثأر ممن يشكلون اليوم معسكر من قتل الحسين بمثل هذه المقتلة العظيمة المقرِّحة للجفون والكاوية للمهج والأرواح وتاركة في فؤاد كل مؤمن سليم الإعتقاد تلك الحرارة التي عبر عنها جده المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" بقوله:
(إِنَّ لِقَتْلِ وَلدي الْحُسَيْنِ (علیه السلام) حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَدا ) مستدرك الوسائل ج١٠ ص٣١٨.
خاصة في موسم محرم ودورة الحزن والثكل والبكاء الذي تنظر وتنتظر له قلوب وأرواح عشاق اهل البيت "عليهم السلام" بنظرة خاصة وشجن خاص ومنه تظفر الأرواح بطهر خاص ونوعِ رعاية خاصة للوقوف على مضامين ذلك الوجع الذي لابد أن نقف مع وليّ العصر المفجوع به.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهار.ُ
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha