عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي
لم يتبقى الكثير من الوقت لتدق ساعة الصفر لتعلن انذاك النفير العام تجاه المهمة المقدسة الثانية بعد ان تم تقريباً الخلاص من اهم واجب ومهمة شرعية واخلاقية انقذت البلاد والعباد من اعتى تنظيم ارهابي عرفته البشرية ، واكمالاً لمهمة الشعب المسكين وبالتزام منقطع النظير استكمالاً لمسيرة ثورة الشباب السلمية الذين ارادوا بها توجيه صعقة كهربائية لقلوب واذهان الطبقة القابضة على السلطة التي كادت على يتوقف شعورها وإحساسها بأهمية مطالب واحتياجات الشباب الثائر المشروعة ، مهمة اضافية تكمن في شحذ الهمم وبث الايجابية والامل للذهاب الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تكون بوابة التغيير المرتقب التي تتطابق مع معايير ثورة تشرين النقية لا تلك التي تم شيطنتها وتلويثها من قبل بعض الاطراف المحلية والخارجية والتي اصبحت مهمة الذهاب اليها ضرورة حتمية ومسؤولية وطنية واخلاقية تقع على عاتق كل من يشعر بحقيقة الانتماء لهذه الارض الطيبة.
شعب لا يمتلك من الخيارات الكثيرة التي يسيل لها اللعاب وتمكنه من تغيير ارقام المعادلة السياسية سوى بالحلول السلمية والمشاركة الفعلية والحقيقية في الانتخابات القادمة، بينما في الجانب الاخر يقابل ذلك احزاب سياسية قابضة على السلطة استطاعت ان تمد جذورها لعمق الاستحواذ السياسي ولديها كل الخيارات ابتداءاً من الجمهور المحتكر الى النفوذ والمال السياسي.
التجربة الديمقراطية الفتية وصلت اليوم لسن التقاعد قبل ان تصل الى سن البلوغ بل هي في منعطف خطير ومنحنى لا يحتمل المغامرة باجتهادات خاطئة لاننا قريباً سنجد امامنا اما عملية تحول ايجابية وتغييرات محورية او الوصول لنقطة اللاعودة وكسر العظم الذي سبق وان حذرنا من الوصول اليه في السابق ، خصوصا اذا لم يكن لصوت الشعب القرار الفصل ليبدأ المبارزة السياسية بجيل جديد قد فتح عيناه على حلمً ضائع ووطن مسروق، جيل استطاع ان يلطم افواه الفتنة ليكتم على انفاس الغربان التي راهنت على تفتيت البنية والنسيج المجتمعي لكي يدقوا الاسفين بين طبقات شغاف القلب الواحد، جيل هو اكثر الاصوات ارتفاعاً واكثرها تضحية واكرمنا
· ايمانا وجوداً بالنفس التي هي اسمى غاية الجودِ.
لقد بات المشهد اكثر سخونة وحساسية من ذي قبل وكلما اقترب موعد الانتخابات كلما ازداد وطيس المعارك وتقسيط الخصوم السياسيين كأننا في ساحة حرب حقيقية لكنها غير معلنة ينقصها فقط فوهات البنادق ورائحة البارود وازيز الرصاص، في المقابل يوجد تنصل واضح وكبير لاغلب اصوات العقلاء والحكماء من الاغلبية الصامتة ممن تهمهم تغليب المصلحة الوطنية على جميع الاعتبارات والميول الاخرى لاجل وضعها فوق كل الاعتبارات حتى وأن كانت لا تتناسب مع الاهواء الشخصية تضحية وفداء للصالح العام.
في الجانب الاخر اصبح غياب بعض وسائل الإعلام وانقسامه على نفسه من ضمن الأيديولوجيات السياسية اللي تحرك بعض القنوات الإعلامية التي تبث رسائل مبطنة للناخبين تبث السلبية عن طريق ترويجها بأن هنالك جماهير محتكرة لشخصيات سياسية وحزبية معينة تحسم نتائج الانتخابات فلا داعي للمشاركة على الرغم من انها قد اثبتت فشلها في الماضي لكنها تود الرجوع لتسنم مقاليد لسلطة ، في وقت وجود قنوات حيادية مستقلة تعد على أصابع اليد لا يؤثر صوتها الا على الدوائر الضيقة والمحيطة بها لكونه اصبح موضوع تحشيد الرأي العام تجاه أي قضية محورية هو الشغل الشاغل لأغلب الأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية في ظل وجود محاولات لصرف نظر الجمهور عن القضايا الحساسة والمفصلية الاهم .
مثلما كان هنالك شعور بالمسؤولية وتحشيد عالي وتفاؤل كبير ومشاركة واسعة في اول انتخابات تشريعية بعد التغيير والقياس مع الفارق طبعاً ينبغي اليوم حث الجميع على ان نشر الايجابية لإيجاد وخلق استراتيجية جديدة من اجل تغيير واقع مرير وكابوس جثم على صدر الشعب سنين طويلة ومن اجل كبح جماح الفاسدين وقطع الطريق امام الطفيليات والوصوليين الذين يودوا ان يتسنموا المناصب الحكومية مرة اخرى اذا اختار الشعب حقاً خيار المشاركة الفاعلة في الانتخابات .
لقد حانت الفرصة لانجاح العملية الانتخابية من اجل تعظيم موارد الدولة وخفض النفقات وإيجاد مصادر دخل إضافية بديلة عن النفط وتغيير الوجوه المستهلكة التي جثمت على صدور العراقيين سنين طويلة من اجل العمل على صعود كفاءات صادقة ونزيهة ووجوه جديدة بإمكانها ان ترتقي بالبلد إلى مصافي المجتمعات المتحضرة ، ولابد لنا قبل ذلك من تهيئة الأجواء السياسية وإيجاد المشتركات الجادة لغرض تهيئة بيئة انتخابية ملائمة بعيدة عن تأثيرات السلاح المنفلت والنفوذ والمال السياسي او لغات الترغيب والترهيب التي تعودنا على سماعها سابقاً من أجل الوصول إلى تفكير المواطن وتخطي أهم العقبات التي تعرقل مسيرة العملية السياسية من خلال تكثيف الحوارات ونبذ ألانا ونبذ الذات .
انتهى ….
https://telegram.me/buratha