احلام الخفاجي ||
كالعادة فككت لجام قلمي, واطلقت له العنان ليجوب فضاء الكلمة, يلتقط منه ما يروق له من مفردات كعصفور صغير يلتقط حبات من بيدر قمح, ليزهو بنفسه بعد ذلك ويتبختر.
في كل مرة يأتيني بسيل كلمات, يطمأن بها قلبي وتسكن إليها روحي, وكأنها بقايا من تلك السكينة التي تسكن ذلك التابوت من آثار ال عمران, كلمات
تغازل زنبقة غافية على كتف جدول تظللها غيمة يعلوها قطيع سنونوات .
لكن هذه المرة, ماهي الا هنيهة حتى اتاني من سبا بخبر يقين, وبرطل من باس وقوة رجل مبتور الاطراف, كامل الايمان بانه سيحمى شرف بلقيس وان تكالبت عليه قوى الشرو دفع اغلى الاثمان.
لم يكتفٍ وكأنما فتحت قريحته على مصراعيها
ليعرج على القدس وليأتيني بجرعة من صوت مقدسي يهتف:
" ياعدو الشمس لن أساوم, والى اخر نبض في عروقي سأقاوم "
انها القدس ياسادة , جميلة يعلو محياها الحياء وكأنها عذراء في خدرها, وكان ذلك اليقين الذي يسكن قلب ذلك العظيم سليماني قد استشعرته,
بان فارسا من بني هاشم سياتيها محررا, و (سنصلي في القدس) بإمامته.
بينما انا ارتب أفكاري, فإذا بي اشم رائحة دخان, واسمع صهيل خيل وعويل وبكاء, يخرج من نافذه الكلمات.
ياالهي ذلك البكاء كأنني سمعته قبلا, قد طرق مسامع فؤادي ممزوجا بانين غرز المسمار, وعصرة الباب, ياالهي انه صوت بكاء المحسن, أخذ ذلك الصوت يعلو شيئا فشيئا, لأسمع من خلاله بكاء الرضيع, ودعاء الحسين ولأسمع صوت أقدام اطفاله, فإذا بي اركض مهرولة اليهم بلاشعور لا دعس بقدمي قرط طفلة الحسين, وبينما انا على هذا الحال, بدا صوت الرضيع يعلو وكانه طرق مسامع السماء, واذا بصوت ات من بعيد ينادي, صبرا ال محمد فإذا به صوت إسماعيل الذبيح في حجر هاجر في واد غير ذي زرع, حينها دعا ابراهيم ربه (اللهم اجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم)
ما ان لامس دعاء ابراهيم شغاف قلبي, حتى اسكنتهم وادي الروح واد ذي حب وولاء.
حينها اعتصر قلبي, وصرت اسال نفسي كيف حال قلبك الان يامولاي, وانت تسمع وترى كل ما جرى, عجل فدتك الارواح فجدتك الزهراء سيدة الطهر تصبر نفسها بك, وترفع يدها إلى السماء داعية (اللهم عجل لو ليك الفرج )
وبينما اسافرمع بنيات أفكاري بمعية قلمي, رن هاتفي ليقطع سلسلة أفكاري, ولعله خيرا فعل لطال زمن الرحلة, ولازددت من الألم كيل بعير.
https://telegram.me/buratha