نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تناقلت وكالات الأنباء العالمية ومحطات التلفزة كلام جو بايدن بعد هروب الجيش والحكومة الأفغانية أمام قوات إمارة طالبان الإسلامية الديمقراطية في قوله أن مهمتنا في أفغانستان لم تكن بناء دولة... وسنرد بشكل مدمّر إذا هاجمتنا «طالبان»، قول جو بايدن، وفي عظمة لسانه، إنه لم يكن من المفترض أبدا أن تكون مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان بناء دولة وذلك مع دفاعه عن قراره سحب القوات الأميركية من هناك، موضحاً أن المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دوماً حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقاً من البلد الغارق في الحرب.
وأضاف أن روسيا والصين ترغبان إغراق الولايات المتحدة لأجل غير مسمى في المستنقع الأفغاني. كما هدد برد «مدمّر» إذا هاجمت «طالبان» المصالح الأميركية.
كلام بايدن يكشف حقيقة أن أمريكا لم تفكر في نشر الديمقراطية في البلدان التي تحتلها بل تعمل على تقييد الحكومات التي تتشكل في البلدان التي تحتلها وتجعلهم سخرية وتسقط الطبقات السياسية التي تقبل بمشاركة في حكومات تحت ظل سيطرة وسطوة القوات المحتلة وتسقطهم بنظر شعوبهم، وهذا ما حصل في أفغانستان والعراق.
ميخائيل غورباتشوف كتب مقال قبل سنة اعترف أنه وافق على هيكلة السوفيت مقابل ضمانات أمريكية بعدم ضم دول السوفيت السابقة والمعسكر الشرقي إلى الناتو، وعدم استهداف الأنظمة العربية وبقية الأنظمة الصديقة إلى الاتحاد السوفياتي التي تربطها علاقات جيدة مع روسيا، وحسب قوله نقضوا الاتفاق وضموا بلدان ووصلوا إلى محاولة إسقاط روسيا الاتحادية نفسها، واسقطوا انظمة عربية مؤيدة لروسيا بل وحاولوا إسقاط آخر حليف إلى روسيا وهي سوريا واضطر بوتين التدخل العسكري لبقاء الدولة السورية.
العراق وليبيا كانا من الدول المحسوبة على روسيا، أمريكا قدمت خدمة جيدة وأسقطت نظام صدام الجرذ الهالك وكان يفترض في أمريكا عدم جعل العراق ساحة لحروبها مع الدول الأخرى بالعراق ودعمت عصابات مسلحة مثل ماحدث في إنقلاب عام 2014 وعادة قواتها للعراق وتدخلت في منع الجيش والحشد العراقي في التقدم على مواقع الإرهابيين و أطالوا المعركة لمدة تجاوزت الثلاث سنوات، ضغطت على الحكومة العراقية في ضم عناصر ارهابية للحكومة وفي الجيش والشرطة لخلق مشاكل امنية خلفت مئات آلاف الشهداء والضحايا.
بل وصلت الحالة دول الخليج الوهابية وبالذات السعودية دفعت المليارات إلى ترمب لاستهداف شيعة العراق وتم اغتيال قادة عراقيين بقصف طيران أمريكي، إسرائيل أيضا زجت نفسها بالشؤن العراقية، لكل شعب له خصوصيته نحن كشعب عراقي ومكون شيعي نرفض قبول الاحتلال والانبطاح ابدا، من مصلحة بايدن عدم التدخل في الشؤون العراقية والاستفادة من التجربة الافغانية في العراق، حان وقت سحب أمريكا قواتها من العراق وترك العراق العراقيين وعدم التدخل لصالح بعض المكونات ضد المكون الشيعي العراقي وعليها توقيع اتفاقية مع الحكومة العراقية التعاون الاقتصادي بعيدا عن الضغوطات والتهديدات، العراق وقع اتفاقات مع ألمانيا والصين وترمب يرفض ذلك ويهدد الحكومة العراقية بعدم توقيع تلك الاتفاقيات، هذه العقليات باتت مرفوضة من قبل غالبية ابناء الشعب العراقي، نحن كشعب عراقي لا يمكننا القبول في وجود قوات محتلة أو وجود مستشارين يكتبون تقارير عن كل صغيرة وكبيرة تعملها الحكومة العراقية أو تحرك القوات الامنية العراقية، بعد هزيمة أفغانستان على أمريكا توقع اتفاقية خروج قواتها من العراق وترك العراق العراقيين لضمان مصالح امريكا، اما اذا بقيت القوات الأمريكية وبقيت التدخلات ودعم جيوش من العملاء والخونة في اسم المنظمات الحقوقية لحرق الساحة العراقية اكيد الشعب العراقي يبقى يقاوم وفي الأخير ترحل القوات المحتلة أن طال الزمان أم قصرت ترحل بدون تضمن مصالحها الاقتصادية وتبقى علاقات جيدة مابين العراق وامريكا، لننظر إلى أفغانستان رحل الجميع مع القوات المنهزمة وانتهى كل شيء وانزلت اعلام سفارات حلف الناتو وبقيت اعلام الصين وروسيا وباكستان وإيران.
بايدن قال نحن ذهبنا إلى أفغانستان ليس لعمل دولة ولا ديمقراطية اكيد أيضا وجود قواتهم بالعراق ليس لنشر الديمقراطية ولا لتقوية حكومة عراقية محترمة ولا لدعم الأمن بالعراق وإنما الوجود الأمريكي بالعراق لتحقيق مصالح امريكا وانصارها المقربين لذلك يوميا في شعب العراق سوف تزداد نسبة الرافضين للوجود العسكري الأمريكي بالعراق من ابناء الشعب العراقي، بل العالم شاهد كيف تم ترك عشرات آلاف الأفغان بمطار كابل وهم متعلقين في إطارات الطائرات للهروب من قوات طالبان الإسلامية الديمقراطية ، تصوروا تركوا حتى المتعاونين معهم لتقبض عليهم قوات طالبان الديمقراطية، لذلك على كل الخونة من أنصار السفارات بالعراق الكف عن الخيانة مصيرهم يكون نفس مصير إخوانهم الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية وعلى السذج والاغبياء مراجعة مواقفهم وعدم المراهنة على من ترك عشرات آلاف المتعاونين الافغان لقوات طالبان الديمقراطية الذي تخلى عن المتعاونين معه في كابل اكيد يتخلى عن المتعاونين معه في بغداد والحسكة،ومن المعيب لازال البعض يكتب ليل نهار منصب نفسه مفكر وفيلسوف يمدح في القوات المحتلة للعراق ويحرض على اغتيال القوى الوطنية الشريفة الرافضة للاحتلال الأمريكي، هناك من يشتم بالساسة وبالذات الشيعة ليل نهار ويتغابى وفي آذانة حجر وكأنه لم يسمع كلام بايدن عندما قال ذهبنا ليس لبناء دولة، كلامه هذا ينطبق على الوضع العراقي والسوري والليبي، لذلك بات من الواجب الوطني والأخلاقي المطالبة برحيل قوات الاحتلال بل فرض المحاصصة مع واجهات العصابات الارهابية تم بسبب تهديدات الجيش الامريكي للساسة العراقيين متى مارحلت قوات الاحتلال ووقفوا تدخلاتهم في شؤون العملية السياسية بالعراق ينتهي الارهاب ويعم الأمن والسلام، حكومة لاتستطيع تنفيذ قرارات القضاء العراقي في إعدام الذباحين فكيف يتم ضبط الأمن اذا الذباح والقاتل لايمكن اعتقاله ومحاسبته والقصاص منه، وعلى ساستنا مصارحة الشعب وكافي خنوع وذل وخوف من قوات الاحتلال، اذا تحرك الشعب بمظاهرات يومية تطالب في رحيل المحتل صدقوني ينسحبون وبسرعة اما اتباع اسلوب التفاوض الانبطاحي وهناك شركاء بالوطن خونة وعملاء يطالبون في بقاء المحتل يعني المحتل يبقى ويبقى الوضع بائس ومزري، العراق اتفق مع شركة سيمينس الألمانية لحل مشكلة الكهرباء ترمب ضغط الى الغاء عقد الاتفاق، رئيس الحكومة عبدالمهدي وقع اتفاقية اقتصادية مع الصين أججوا الشارع ضده واسقطوه من رئاسة الحكومة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.