نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الحدث الأفغاني الكبير ليس حدث عادي وإنما حدث كبير في عودة حركة وهابية متطرفة تجرأت على التخطيط لمهاجمة أكبر قوة عظمى بالعالم، بعد عودة حكم طالبان وممارستها العمل السياسي في إمارتهم الإسلامية العالم ينتظر طريقة تعامل الامارة الاسلامية مع الشعب الأفغاني ودول الجوار والعالم.
الكاتب والصحفي المراقب للأحداث ما يكتبه هو مجرد افتراضات وتوقعات رغم توقيع اتفاقية انسحاب القوات المحتلة مع طالبان وليس مع الحكومة الأفغانية التي كانت حاكمة توقيع الاتفاق لايعني ان العلاقة مع الولايات المتحدة، بعد عشرين عاماً من الحرب والعداوة جيدة وممتازة وخاصة أن الشخصية الأفغانية تختلف عن الشخصية العربية التي تقبل في نسيان قتل الملايين من مواطنهم، الأفغان لم ولن ينسون من احتل بلادهم وقتل آلاف المواطنين او من مقاتلين حركة طالبان الديمقراطية، كان معظم الكتاب السعوديين يتوقعون دخول طالبان كحزب سياسي مع حكومة أشرف غني ولم يتوقعون انهيار حكومة غني واستسلام الجيش الافغاني قبل انسحاب القوات الامريكية وقوات الناتو، يقول الاعلام السعودي ان الاحتمال كبير أن تسعى قيادة طالبان للتصالح مع الأميركيين مستندين ذلك بسبب المحادثات الطويلة لسنوات شهدتها الدوحة بين الجانبين.
الواقع أن طالبان بعد عشرين عام من القتل تعلم وتعي أن القواعد الجوية الأمريكية الموجودة في دول الخليج كانت منها تنطلق الطائرات لقصف أفغانستان وكذلك دول الخليج مولت الحرب وارسلت جنود ضمن قوات التحالف الى افغانستان، وان طالبان تبني علاقات تعاون وصداقة مع الدول الكبرى التي ساعدتها وهي بلا شك الصين وروسيا بالدرجة الاولى، ومن ثم باكستان وإيران، تعاون الدول المذكورة وتأثيرها على الشارع الأفغاني سهل استسلام الجيش الأفغاني بدون قتال، ايضا قومية البشتون دعمت طالبان لعودة البشتون للسلطة في أفغانستان بشكل قوي ومؤثر بعد عشرين عام من حكم الأقليات الغير بشتونية والتي تمثل ٥٥% من الشعب الأفغاني بينما البشتون يمثلون ٤٥% فقط.
طالبان لا يختلف عن بقية التنظيمات الوهابية المتطرفة في دخول سجن قاعدة باغرام أطلقوا سراح آلاف الإرهابيين من داعش، لكن هل طالبان تحتضن المجاميع الارهابية من آسيا الوسطى والصين فهذا غير ممكن يتم طردهم من أفغانستان.
ماحدث في افغانستان حدث سابقا بهزيمة السوفيت بدعم امريكي غربي بتمويل خليجي، بعد أحداث سبتمبر واحتلال أمريكا إلى أفغانستان قامت روسيا والصين بدعم نفس هذه الجماعات انتهت بهزيمة أمريكا والناتو، الحروب بين الدول الكبرى يتم من خلال دعم الفصائل المسلحة في أماكن الصراعات، الإعلام البدوي يقولون إذا طالبان ساعدت داعش فمن المتوقع أن نرى تحالفاً دولياً كبيراً يضم الولايات المتحدة وروسيا يتشكل ضد طالبان وعودة الصراع إلى المربع الأول.
يتغافل هؤلاء أن الدول الكبرى تستعمل هؤلاء بحروبها مع بعضهم البعض الآخر الآن طالبان سجلت هدف الفوز بدعم روسي صيني ايراني باكستاني المنطق والعقل يقول ان هذه الدول مع طالبان وطالبان تقوم في تعزيز علاقاتها مع من ساعدها بغض النظر عن الدين والمذهب …..الخ.
يحاول الإعلام الخليجي القول إن لباكستان نفوذاً على طالبان وقراراتها. هذا الاعتقاد يتكرر منذ عام 1996 عندما استولت على الحكم واستقرت في كابل.
اقول أن هذا الكلام كاذب أن من اعترف في حكومة طالبان عام 1996 هي السعودية وقطر والامارات فقط دون غيرهم ومن أسس حركة طالبان هو السفير السعودي تركي الفيصل في باكستان عام 1994 نعم الان لدى باكستان نفوذ بفضل دعمها للقوات الاحتلال دعم باكستان إلى طالبان للاستفادة منهم في وقف نشاطات طالبان والقاعدة في باكستان وقد نجحت باكستان بذلك بعد نصر طالبان في أفغانستان.
بعد هزيمة الناتو و استيلاء طالبان على الحكم هل يعني نهاية الحرب الأفغانية؟ إذا طالبان قامت في إعطاء حقوق القوميات والاثنيات الطاجيكية والاوزبكية والهزارا في القرار السياسي وفي حكم ولاياتهم بنفسهم بدون إقصاء من طالبان يعني نهاية الحرب الأفغانية وبروز عصر سلام وازدهار، عدم منح تلك القوميات حقوقهم هذا يعني سيؤسس لجيوب مقاومة ضدها، أبرزها أحمد مسعود الذي قاد والده معركة إسقاط طالبان في الماضي، والجنرال دستم والجنرال محمد سلام خان قائد ولاية هيرات وكذلك يوجد عشرات من أمراء الحرب الذين يعيدون تموضعهم وتحدي طالبان ما لم تشملهم في أي مصالحة وطنية.
بل ايضا توجد شخصيات بشتونية مهمة مثل حامد كرزاي لهم أنصار في الوسط البشتوني وايضا لابد ان يكون لهم دور في عهد حكومة إمارة طالبان الديمقراطية، الاحتفال الروسي بسقوط النظام الأفغاني وخروج الأميركيين شي طبيعي، نعم موسكو سعيدة برد الصاع للأميركيين ومشاهدة صور رحيلهم المرتبك والعالم شاهد هروب آلاف المتعاونين مع القوات المحتلة وكيف صعدوا على الطائرات وتعلقوا في إطارات الطائرات وكيف تم قتلهم وتركهم في المطار.
إستقرار أفغانستان مهم الى أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وباكستان وإيران والصين وروسيا، لايمكن الى طالبان أن تنتصر بالحرب لولا الصين وروسيا وباكستان وإيران وقادة طالبان يعرفون هذه الحقيقة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/8/2021
https://telegram.me/buratha