مازن البعيجي ||
كل شيء في يوم العاشر وصباحه الذي يكلله السواد يشعر بالاسى والثكل، والنفس عازفة عن ما اعتادت عليه في غير هذا اليوم! العاشر من محرم واقتران الذكرى المؤلمة في قتل مثل "الحسين" عليه السلام المعلوم لدى قاتله والمعروف لدى أمة اسرجت والجمت وتهيأت عن قصد وعمد الى فلذة كبد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي رأى منه جل من كانوا في هذا المعسكر الجاهل والغبي والشيطاني فعل وقول النبي به وما يمثل له وما يمثل عند الله وفي الجنة؟!
أمة لا تجد تفسير منطقي لفعلها الذي صدر منها بإصرار عجيب على رغبة القتل، والتنكيل، والتعذيب، والتشفي، والثأر لآل الله الخالق العظيم ومن نزههم عن الخطأ واصدر قرار عصمتهم حتى لا يشتبه بهم احد!
لكن حلقة مفقودة في جينات من برزوا في مثل يوم العاشر، عرفها مهر الإمام وحصانه المحسوب على البهائم والعجماوات حيث أخذ يمرغ ناصيته بدم الحسين عليه السلام ويصل صهيلا عاليا، ويترجمه مولانا الباقر عليه السلام حيث يقول كان يقول "الظليمة الظليمة" من أمة قتلت ابن بنت نبيها، ليتحد هذا مع منق الآية( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان ٤٤ .
مفارقة لا تجد لها علة غير أن حب الدنيا وفتح نافذة للشهوات صغيرها والكبير ممكن أن يجعلنا من قتلة الحسين القرآن والآية المحكمة والبرهان الواضح، ولو اطلعت على قيادات جيش يزيد ستجد ذات وعود السفارة وآل سعود الذين يمثلون هذا الخط لمن يمثل اليوم صوتهم من السنة والشيعة على حد سواء! ليرتكب البعض من الشيعة تحويل مجرى نهر الحسين القراح والمطهر لكل من توضأ منه يحوله بغية متاع زائل الى منطق منحرف يبحث عنه كل أموي وقف ضد الحسين الجامع للكلمة والموحد للصفوف، وليس أمة ترفع شعاره كذب وزورا ومصالح وبصمات ايديها كلها تشير انها راضية بقتل الحسين تحت طاولة الخداع!
الحسين قانون القرآن الذي به تعرف معادلات وفلسفة الوجود في مثل هذه النشأة، وسلم لمن سالمكم تبدد وتكشف كل مؤامرة مهما كان نوع القماش الذي يعلوا رأس فاعلها.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..