سامي جواد كاظم ||
اتفق الحسن عليه السلام مع معاوية ان يعود الحكم اليه ان هلك معاوية وان حدث للامام الحسن عليه السلام حدث فان الحكم يعود للامام الحسين عليه السلام بعد هلاك معاوية.
جاء اهل العراق يحثون الحسين عليه السلام للنهوض ضد معاوية بعد استشهاد الحسن عليه السلام فيرفض ويطلب الصبر لان هنالك عهد بين اخيه ومعاوية فاذا هلك معاوية عندها سيكون هنالك راي للحسين عليه السلام.
هلك معاوية ونصب يزيد بدله وبعث يزيد برسالة الى والي المدينة ياخذ البيعة قهرا من الحسين عليه السلام وارفق رسالته بقصاصة ورق كأذن الفأرة كتب فيها ان يقتل الحسين بايع ام لم يبايع.
طلب والي المدينة الوليد بن عتبة من الحسين البيعة فرفض الحسين عليه السلام لانه هو احق بالبيعة ( من مثلي لايبايع من مثله وانا احق بالبيعة)، لاحظوا عبارة من مثلي فان لها دلالة على منزلة الحسين عليه السلام.
خرج الحسين من المدينة لان قلوبهم معه وسيوفهم عليه واصفهم انا بمجتمع بليد تنبه بعد استشهاد الحسين عليه السلام بان يزيد فاسق وكان عليه السلام دائما يقول له انه فاسق وشارب الخمر ، حتى نكبوا بواقعة الحرة.
في مكة راى الاوضاع غير مستقرة وابن الزبير يعمل على تعبئة اتباعه لاخذ الحكم ، راسل الحسين عليه السلام قبائل البصرة عن طريق سفيره سليمان ابن رزين ، بوشاية المنذر ابن الجارود صهر عبيد الله بن زياد على ابن رزين ادى الى استشهاد سفير الحسين.
خرج الحسين يوم الثامن من ذي الحجة باتجاه الكوفة بعدما ارسل ابن عمه ليتاكد من صدق الرسائل التي اتته ، ارسله لياخذ البيعة منهم ، وبالفعل بايعوه وارسل ابن عقيل الى ابن عمه ان القوم بايعوك فعزم الرحيل الى الكوفة هو وعياله للامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستلام زمام الامور في الكوفة.
في وسط الطريق جاءه خبر استشهاد مسلم عليه السلام ، هنا بدا من التحق بالحسين الانسحاب ليلا وكان الحسين واضحا بانه وصف لهم كيف سيكون الوضع ومن اراد ان يبلغ الفتح فليحق بنا.
حدثت احداث ومواقف طوال رحلته الى ان التقى بالحر ومن ابرز هذه المواقف هي ان الكثير ممن التقى بالحسين عليه السلام وعرض عليهم الحسين اللحاق به فكانوا يعتذرون وبعضهم ينصح الحسين بالعدول عن نهضته ، بينما وهب النصراني الذي لم يلتق به الحسين عليه السلام بل التقى بام وهب ورحل عنهم حالما علم به وهب التحق به هو وامه وزوجته واستشهدوا جميعهم في الواقعة انها حسن العاقبة.
عند التقائه بالحر ساله الحر لم قدمت؟ فقال له الحسين كتب القوم معي اسالهم ان رفضوا مجيئي فاني اعود ، فقالوا له نحن لسنا من ارسل لك.
جاء الامر للحر ان يجعجع بالحسين الى راض صحراء فكانت كربلاء ، وهنا التقى ايضا الحسين عليه السلام بعمرو بن سعد وقال له كتب القوم معي فان رفضوا مجيئي اعود الا انهم رفضوا ذلك برسالة من عبيد الله بان ينزل على بيعة يزيد او يقتل.
والحسين هو الحجة على الارض قوله وفعله وتقريره حجة علينا ومصدر تشريعنا ، الحسين عرضت عليه الدنيا مقابل ان يعترف ليزيد ، الحسين يعلم بما سيجري على عياله عند رفضه طلب يزيد ، كل هذا ضحى به من اجل رسالة الاسلام ، ولو بايع الحسين يزيد حتى ولو تورية لقضي على الاسلام عن بكرة ابيه ولكن هيهات منا الذلة قولة قالها الحسين عليه السلام بقت مدوية الى الان.
الحسين ليس ذلك الشخص العادي الذي يداهن الباطل من اجل الحصول على الحق ، انه ابن ابيه ، وحدثت الواقعة واستشهد الحسين عليه السلام ومن معه ، وحالما استشهد بدات ثوراته الى يومنا هذا فاصبحت لبيك يا حسين كلمة تهز عروش الظلمة.
انه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، انه رفض الفساد والرشوة ، انه الثبات على المبادئ، وللاسف اليوم نرى المسلمين مسؤول او موظف يفسد في عمله من اجل حطام الدنيا ويبيع شرفه برشوة ، وهناك من يذنب ويمني نفسه بانه غدا سيتوب ومن اين له بانه سيعيش الى غدا ؟ انه الامل الزائف ، ومن يعلم بانه مذنب وسيتوب فان توبته مرفوضة .
ابعدوا نهضة الحسين عليه السلام عن الفلسفة والقصص الخرافية والمبالغة وطمر الحقيقة، انها نهضة تمثل بريق الاسلام الى يوم القيامة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha