عدنان جواد ||
تاسس التشيع بعدالة الأمام علي عليه السلام، الذي اتخذ منهج الرسول محمد صلى الله عليه وعلى إله الطيبين الطاهرين، فوزع العطاء بالتساوي، فغضبت قريش، فمنذ السقيفة حاكوا المؤامرات حتى تعود السلطة الدنيوية لهم ولابنائهم، فحرفوا وخدعوا، وفرقوا بين قريب وبعيد، وبين عربي وغير عربي، وبين مهاجرين وانصار، وبين جماعة علي الداعين للحق والعدالة والايمان بالتعاليم المحمدية قولا وفعلا، وبين عثمان الذي منح الأموال لاقاربة، ومنهم معاوية الذي استمرت ولايته على الشام 20 سنة، كون فيها دولته التسلطية.
وعندما تولاها الأمام علي عليه السلام، ثار عليه طلاب السلطة ومع الأسف معهم زوجة الرسول عاىشة، طلبا بثار عثمان بن عفان الذي قتل بسيف التفرقة، فكانت حرب الجمل وصفين والنهروان، وكلها حروب بين الحق والباطل وبين الاسلام العظيم الصحيح وبين الاسلام المزور، الذي يسمى اسلام وتطبق فيه احكام الامبراطوريات البيزنطية والفارسية في الظلم والترف والبذخ باموال المسلمين، وبعد اغتيال الأمام علي عليه السلام وهو في محراب الصلاة، حارب معاوية الأمام الحسن عليه السلام، فاستمال قادة الأمام الحسن بواسطة المال، فصار إلى الصلح لم يكتفي معاوية بهذا بل عهد إلى زوجته جعدة لسمه واستشاهدة.
وعند نهاية معاوية عهد بالخلافة لابنه يزيد، المعروف لدى الامة، فهو فاسق وعامل بالفجور وشارب للخمور، وحكمه مبني على الباطل والظلم والطغيان، وتعرف الأمة من هو الحسين عليه السلام، ومن هو ابيه ومن هي أمه ومن هو جده، وماهو علمه، ووصايا الرسول بحقه، فقال قولته مثلي لا يبايع مثله، ومع ذلك وقفت الاغلبية مع يزيد وحاربت الحسين عليه السلام، وخيرته بين السلة والذلة، فقال هيهات منا الذلة، فضحى بنفسه واهل بيته واصحابه في مثل هذا اليوم في العاشر من محرم في61هجرية، هذه الشهادة المستمرة، ولدت ديمومة للثورة ضد الظلم والطغيان، على ايا كان من الحكام ، فكسر الفتوى التي اطلقها وعاظ السلاطين، إطاعة الحاكم واجب شرعي على الرعية حتى وأن اخطا أو تجاوز حدوده ومارس الظلم.
إن ثورة الأمام الحسين عليه السلام، تتجدد في كل زمان واين ما كان ظلم واستهانة بحقوق الناس، تلك الثورة أنجبت في عصرنا الحديث ، الحرس الثوري في ايران، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وانصار الله في اليمن، الذين اذاقوا الاعداء الهزائم في جبهات اليمن والعراق وفلسطين وسوريا، برغم من عدم وجود مقارنة في العدة والعدد، ورغم الحصار الجائر، واستشهاد القادة، اليوم بات واضحا التطورات الراهنة، بين طرفي الحق والباطل، فاصبح جليا التراجع الأمريكي كما حدث في أفغانستان، وغباء عملاء أمريكا وخاصة السعودية والامارات، الذين صرفوا المليارات لاضعاف الشعوب الإسلامية، والتطبيع مع الاعداء، وانهم يعيشون الندم والخسران، حالهم حال عمر بن سعد والشمر، أن التمسك بالحق والعاقبة للمتقين، إن تنصروا الله ويثبت اقدامكم، فالاحتفاظ بالقيم والعقيدة الراسخة تطبيق منهج علي عليه السلام، وتضحية الأمام الحسين عليه السلام، فثبت الله أقدام المجاهدين ونصرهم على اعداءهم.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha