المقالات

تبقى روسيا والصين وإيران وباكستان مؤثرين في أفغانستان


 

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

نتابع بشكل يومي ردود الأفعال وتحليلات الكتاب والصحفيين والمحللين من فئة المائة دولار العاملين بصحف دول الرجعية العربية الوهابية المتخلفة، يكتبون مقالات متناقضة وغاية هؤلاء المرتزقة ليست تحليل الواقع السياسي على الأرض وإنما التحليل وفق مايريده اسيادهم دافعي الاجور اليومية لهؤلاء المرتزقة، ماحدث في افغانستان هو هزيمة لحلف الناتو، كل المعارك التي تقع الصحافة الغربية تنقل أقوال لقادة سابقين، بحدث هزيمة الناتو نقلت الصحف الغربية قول لجنرال بريطاني حيث قال، لم يصدق هذا الجنرال البريطاني المتقاعد أن مسؤولي بلاده والمسؤولين الأميركيين ذهلوا من اكتساح «طالبان» السريع لأفغانستان. 

مهما خطط الغربيين لوضع خطط تستهدف الشعوب المغلوب على أمرها وإذا في خططهم تتعثر ويخسرون كل شيء ويصل اعدائهم الى اهدافهم ويخرجون بخفي حنين، أجهزة الاستخبارات الغربية لم تتوقع ان قوات طالبان الديمقراطية تكتسح وتجتاح الولايات الأفغانية والعاصمة كابل في أيام قليلة ومن دون مقاومة تذكر أو صد من الجيش الأفغاني الذي تم تدريبه وتسليحه على ما يزيد على عشرين سنة.

كثيرون لا يعتقدون أن هذا الانتصار لـ«طالبان» كان بسبب سوء تقدير أو هفوة من الأميركيين والبريطانيين، يحاول الكتاب المرتزقة من فئة المائة دولار القول ان طالبان سوف نتقاتل مع ايران وان ايران تزج الفصائل الشيعية الموالية لصد هجمات «طالبان» فتشتعل حرب تعرف إيران بدايتها ولكن بالتأكيد لن تعرف نهايتها، هذا الكلام ساذج بل الواقع يقول ان روسيا والصين وإيران دعمت طالبان في مقاومة الاحتلال وكذلك باكستان كانت داعم قوي، بل ايران لعبت دور مهم في اقناع الاقلية الشيعية الأفغانية من الهزارا بعدم مواجهة طالبان هذا الموقف ايضا قابلته طالبان بمواقف ايجابية فقد ذهب قادة من طالبان لحضور المجالس الحسينية بمناسبة ذكرى عاشوراء لتطمينهم أنهم غير مستهدفون، عالم تحكمه المصالح في  عام 1991 بعد تحرير الكويت وتدمير  الحرس الجمهوري لصدام الجرذ الهالك  أثناء انسحابه من الكويت، وكان الطريق إلى بغداد مفتوحاً بلا عائق أو مانع، بل الجنرال نيرمان شواربك شوارسكوف قال خلال أربع وعشرين ساعة القي القبض على صدام لكن ملك السعودية فهد طلب من جورج بوش الأب بعدم إسقاط صدام الجرذ وهذا نا اشار اليه شوارسكوف في مذكراته، ايضا  الجنرال  كولن باول كان رئيس أركان القوات الامريك..ية في عاصفة الصحراء عندما اصبح وزير خارجية أميركي بحقبة جورج بوش الإبن قال بصريح العبارة إن الحرب أبطلت مفعول «تحييد صدام» عام 1991، ولم يكن هناك أي مصلحة وقتها من إزالته نهائياً باحتلال العراق.

مايحدث من صراعات تستفيد منها دول كبرى، في اجتياح الجيش السوفياتي لأفغانستان، لم يتحرك الناتوعسكرياً لمواجهة السوفيت بشكل مباشر  بل تركوا السوفيت  يدخلون المدن والولايات الأفغانية، واشاعوا  ان السوفيت بطريقهم لاحتلال مصادر الطاقة بالخليج لذلك تم  تجييش الإسلام الأصولي الوهابي السعودية ارسلت احد ابرز رجال الدين الوهابي الشيخ السعودي  أسامة بن لادن لشن حرب عصابات ضروس هزمت الجيش السوفياتي وأجبرته على الانسحاب، كانت تلك الحرب من أحد الأسباب المهمة لانهيار الاتحاد السوفياتي.

بعد أحداث سبتمبر جاءت قوات الناتو بشكل سهل وسريع احتلوا أفغانستان عادت لهم روسيا نفس الصفعة قامت في دعم طالبان ومعها الصين وإيران وباكستان انتهت بهزيمة منكرة للناتو، وعادت طالبان نفسها لحكم أفغانستان وبدون معارضة مهمة لها من قبل مكونات الشعب الأفغاني.

عبر أفغانستان يمر خط الحرير الصيني وتستفيد أفغانستان الدولة التي لا تملك سواحل بحرية من ايران عبر موانئ إيران البحرية التي تقع مقابل بحر العرب بجهة حدود باكستان مع إيران، مضاف لذلك باكستان ايضا تدعم أفغانستان اقتصاديا،  وزير خارجية الصين قال ندعم امارة طالبان الإسلامية في حكم أفغانستان، روسيا داعم قوي، تبقى الهند، الهند كانت سابقا مع المعسكر السوفيتي الآن تحولت تجاه امري...كا لكن بعد التطورات الأخيرة ربما الهند تعود نحو روسيا وتنهي قضية الخلافات الحدودية مع الصين العملاق التجاري بالعالم، هزيمة الناتو من أفغانستان تجعل  الهند التي لا تملك خيارات قوية في أفغانستان والمنطقة تجعلها تعود مرة ثانية نحو روسيا والصين وتعزز علاقاتها مع باكستان وأفغانستان، الصين مستعدة لتطوير افغانستان وايران، إذا غير قادة طالبان عقليتهم ولم يقوموا في إيواء العصابات التكفيرية من المتطرفين من آسيا الوسطى ومن أقليات المسلمين من الهنود والصينيين نشهد وجود تعاون كبير ما بين الصين وباكستان وافغانستان وايران وروسيا، نحن كعراقيين علينا أن نستفيد من التجربة الأفغانية وأصبح من الضروري توحيد صفوفنا وخوض الانتخابات بقوة بعد أن أعلنها بايدن بشكل صريح أنهم احتلوا البلدان ليس لبناء دول أو لنشر الديمقراطية وإنما لمصالحهم، ترك ملايين الافغان بوضع بائس كشف حقيقة كذب شعارات دعم نظام ديمقراطي في افغانستان أو العراق وليبيا هذه كذبة كبرى.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 

19/8/2021

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك