المقالات

الغني التلعة والغني المگرود..!


 

عزيز الإبراهيمي ||

 

يصنف ميسي بانه اكبر دافع للضرائب في اسبانيا, فقد أفادت صحيفة  "El Periódico" سنة 2017 أن ميسي يحصل سنويا من برشلونة كراتب وحوافز مبلغ 138 مليون يورو يتبقى منها 72 مليون يورو بعد خصم الضرائب البالغة 66 مليون يورو, يؤشر هذا بان الدول لا تتعامل مع نمو الثروات بإهمال, فالأغنياء تنمو ثرواتهم بوجود الدولة والمجتمع المسالم.

لا يظن احد ان الطريق الى الغنى منحصر في عامل شطارة الفرد وهمته فهناك الكثير من العوامل التي تضاف الى مسيرة الانسان حتى يصبح غنيا ولعل أهمها البيئة الاجتماعية الحاضنة وعفة الناس وعدم انتشار الجريمة والتعدي إضافة الى قلة الرسوم والضرائب التي تفرضها الدولة على تنامي رؤوس الأموال

رغم كل السوداوية التي الفناها فان العراق بلد تتوسع فيه طبقة الأغنياء بشكل يفوق بقية الدول ولعل احد اهم الأسباب في ذلك هو ما ذكرناه من عفة المجتمع وقلة الجريمة فيه من جهة, وانعدام او قلة الضرائب والرسوم التي تفرضها الدولة على اغلب النشاطات التجارية من جهة أخرى

لذلك فان هناك مسؤوليات أخلاقية (المفترض ان تكون قانونية ملزمة) تقع على عاتق الأغنياء تجاه المجتمع الذي يعملوا فيه وتزداد ثرواتهم منه, وتشتمل هذه المسؤوليات على مشاريع خيرية هدفها تنمية المجتمع ورفع كفاءه الشباب فيه وتوفير الفرص لهم لممارسة هواياتهم ومعتقداتهم ومهاراتهم.

الأغنياء في اكثر الدول تحكمهم قوة التشريعات القائمة, فالمقاول الذي توفر له الدولة الفرص للثراء والعمل ينظر الى حجم المشاريع الخيرية التي أقامها في المجتمع كعامل مهم في تفضيله على اقرانه, والتاجر الذي تمكنه من السيطرة على سوق بضاعة معينة يعاد النظر في حجم المنافع الاجتماعية التي وفرها, يضاف الى هذا الحجم الهائل للرسوم والضرائب التي تفرضها.

الأغنياء لديهم قدرة على اصلاح الواقع توازي او تفوق قوة الساسة اذا امتلكوا روح المبادرة والمسؤولية والغيرة على واقعهم, ولا يمكن التنكر للأيادي البيضاء للكثير منهم الا ان ما يتوقع منهم ان يقوموا بأعمال نوعية يمكن لها ان توجد حراك اجتماعي له القدرة على اصلاح الواقع من قاعدة الهرم وليس من بناءاته الفوقية

نود ان نذكر بنموذجين زاد الله في غناهم يمكن ان يكونوا مثالا لتحفيز بقية الأغنياء في المحافظات والاقضية يتمثل الأول بالسيد العنكوشي وما أجراه من تفعيل لنادي الديوانية بشكل ملفت للانتباه والأخر ما يقوم به المشرفين على حسينية داوود العاشور ودورهم اللامع في توفير الأجواء المركزية للعزاء الحسيني واستقطاب الشباب, عسى ان تكون هذه النماذج قدوة لأغنيائنا لكي يتخلصوا من فقرهم النفسي (نريد غني يطلع اسمه).

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك