جاسم الموسوي ||
منذو عقود طويلة والقوة الناعمة الامريكية وصلت الى بيوتنا وعقول شبابنا وحتى اغلب مثقفينا كانوا يتغنون بالديمقراطية الامريكية ، وان من تكون حليفته امريكا فهذا صك البقاء والحماية في اصعب الظروف ،وقبل ان تصل الينا أساطيلها. وهي تستعرض عضلاتها وكان النموذج الامريكي هو السائد خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية. وهرولة الكثير وراء ذلك الحلم الذي استطاعت الالة الاعلامية الامريكية ان تسوقه بطريقة هائلة ،بحيث تشكلت علاقات واسعة معها بل ان اغلب الحكام كان هدفهم مصادقة امريكا وكسب ودها.
وافضل هدف يسعى الى تحقيقه اي حاكم ان يكون حليفًا متميزًا معها، وعاش الكثيرين مع هذا السراب ،ولم يتمكن اي منهم ان يفهم فلسفة الادارة وكيف تتعامل مع مصالحها قبل كل شيء ،وبثوبها الديمقراطي او الجمهوري فأن هولاء السذج وان كانوا تحت مرمى النار ان تقف معهم امريكا بدأ من شاه ايران حتى ربيع الشعوب العربية فقد سقط كل هولاء غير مأسوف عليهم ،من تلك ألدولة العظمى ولم تسعفهم ولم تقدم لهم حتى اللجوء السياسي ، وعض الاصابع والندم على خديعة العلاقة بينهم وبين امريكا لم يجدي نفعًا . رغم جميع الخدمات التي يقدمها هولاء على حساب شعوبهم .
وللاسف الشديد ان هذه الدروس لم تكن كافية ليتعض من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بتلك الدولة من هذه الدروس فهي تعتبر حلفاؤها من العالم بشكل عام والعرب والمنطقة بشكل خاص ،انهم جسور تمرر من خلالهم المصالح الامريكية وانهم عبارة عن عملاء لا اكثر في نظرها واخر المسرحيات التي شاهدها العالم بأسره ،هو ماجرى بافغانستان حينما تخلت عنهم بعد عشرين عام من الوهم وهي تسلم رقابهم الى طالبان عدوتهم وعدوها بالظاهر وكأن حالها تقول انا اكذب عليكم وانتم بلهاء تصدقون هذه الاكاذيب.
فهل بعد كل ماحصل هناك من يصدق ان امريكا صادقة وهي تعيد مقولة ان لدي حلفاء ادعمهم واقف معهم .لو عرضنا سيناريوهات امريكا في العالم والمنطقة فلا يصدقها بعد اليوم حتى المجانيين.
لقد كذبت عليكم ايها النائمون الحالمون ، الذين رهنتم مصيركم بمصير دولة لاتعرف معنى الوفاء مهما عملتم فهي ستكذب وتكذب حتى يصدقها المجانيين ؛