مازن البعيجي ||
بعد معرفتي دور هذا الشخص ومن خلال صديق لي أكبر من عمري، أربعيني ذي شيبة ومسحة هدوء ووسامة رائعة، صادفته يوما في طريق سفر، وبعد أن سارت بنا السيارة الى مكان يستغرق حوالي نصف يوم! سألني: منَ العراق أنت؟ قلت نعم، قال: حفظ الله أهل العراق أهل الكرم والجود في سبيل الله وعلى حب الحسين، كم نفتخر بخدمتكم لزائري أبي عبد الله الحسين دون كلل او ملل؟
قال: من اي محافظة؟ قلت النجف الاشرف، تهلّل وجهه فرحا وسلّم على أمير المؤمنين "عليه السلام"، وقال: هنيئا لك بحرارة اشعرتني بالخجل لا بل تحادرت دموعه على خده الصافي! فعلا تعجبت! كيف ذكر أمير المؤمنين "عليه السلام" مجرد ذكر أنزل له الدموع!!
مشهد أثر في عمق جوانحي! وبقي يدور في عقلي خلسة، صرت حذرٌ من التعاطي معه حتى لا يعرف مستوى ثقافتي، وبعد مسير تقريبا ثلاث ساعات وصلنا مكان استراحة مطعم وصلاة، نزل الركاب من الحافلة الجميلة والتي تزين مقدمتها من الداخل صورة للحاج ق،س والخامنئي، نزلتُ معه الى مسجد مهيب رغم قِدمِه اسمه مسجد الشهيد صادقي، دخلنا وجدنا جموع كثيرة تصلي والمسجد يقطر جمال ونظافة ونقوش إسلامية وصورة مهيبة للقائد الخامنئي.
صليتُ قصرا كما كل مرة اصلي وبقيت قريبا من هذه الشيبة التي دخل صاحبها حبّه في قلبي لتصرّفه وجميل منطقه، شاهدت صلاته الخاشعة وتوسله بعيون تقطر دموع، وهو يزيد في قلبي الدهشة كيف هو سريع البكاء؟! حتى رجعنا الى السيارة، وجلسنا في مقاعدنا، رغبت بالسؤال عن حاله! قلت يا حاج أراك كثير وسريع البكاء، نظر إليَّ والابتسامة تعلو وجهه المتلألأ وقال: هل تراه أمرا سلبيا؟! قلت معاذ الله بل هو شيء جميل ويدل على رقة إحساس.. فقال : السبب هو ذلك الذي في الصورة مع السيد الخامنئي المفدى، قلت وهل تقصد الح،اج ق،س ؟ قال بلى، قلت كيف ولمَ؟ قال :انا رافقت هذا الرجل سنوات طويلة في بعض سنوات الحرب المفروضة على إيران الإسلامية، وكان لا يترك مناسبة خلال اليوم إلا ويريق الدموع على أي شيء يرق له قلبه، وكان يقول إن مركب البكاء هو أسرع مركب للوصول!
دقّ كلامه في قلبي سهمَ العشق لهذا الرجل وشعرت بقرب قلبي منه! وصلنا وتفارقنا بعد وداع حار وطلب مني أن ازور له ولعائلته في كربلاء والنجف ومد يده في جيبه اخرج صورة تعلق على الصدر للح|اج ق،س شعرت انها ثمينة وفرحت بها.
وبعد رجوعي لمكان استراحتي أخذت قسطا من النوم، وإذا بعالم الرؤيا رأيت الحاج ق،س وهو مبتسم تلك البسمة التي نراها في صوره على مواقع التواصل، دنا مني وكنت واقفا أريد الصلاة، قال هات الصورة التي أعطاك أياها حبيبي الذي كان معك، حرصتُ على عدم اعطائها لأني احببتها، قال لا تخف! اعطيته أياها فدنا مني وعلقها على صدري وعانقني، الله كم فرحت نزلت اقبل يده فلم يقبل واستيقظت مذهول لهذه الرؤيا العجيبة وهذا التزامن!؟
بعد وقت فتحت صفحتي وكلي خشوع وأعيش فرحة الرؤيا، بعد أن شكرت الله العظيم، غيرتُ صورة الصفحة وكانت شيء بعيد نوعا ما، الى صورة الحاج ق،س ومن ذلك اليوم صرتُ اخجل أن اتصرف خلاف ما يؤثر على صداقتي الروحية معه..
شكرا لتك الشيبة الجميلة..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha