المقالات

توبة على أعتاب الواتس آب..!

1496 2021-08-26

  مازن البعيجي ||   منار شاب نشيط وجميل، في المرحلة الأولى كلية الفنون، وله فلسفة ، أن الحياة فرصة للتمتع والرفاه، من قال اننا سوف نُلقى في النار بسبب أفعال من الحياة بسيطة؟! كنظرة الى امرأة جميلة؟! أو كلام غير صحيح عن شخص محترم أو تعاطي بعض مالايجوز! وغير ذلك من الأمور الكثيرة، صلاته متذبذبة ويتأخر بها أحيانا كثيرة! لكنه ذو مسحة عفوية وأخلاق طيبة، لا يعتدي على أحد او يأخذ حقوق الناس، عدى هذه اللامبالاة التي اغلب الناس واقع بها وهم لا يعلمون ما مدى دقة جهاز المراقبة؟! (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق ١٨ . وهنا العلة القاتلة! التي يصورها القرآن حين نتعجّب من امور كنا نتصورها صغيرة لا تُسجل علينا والكتاب قد أحصاها بدقة مع الشاهد في قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف ٤٩ ولمنار صديق ملتزم دينيا وقد قال له يوما : نحن وبعض الاخوة الشباب لدينا محاضرة في المكان الفلاني عن أهمية وخطر مواقع التواصل الإجتماعي! فلو رغبتَ في مصاحبتنا فذلك سروري، لحظة وأجاب منار بالإيجاب وكأن الفكرة أعجبته،  فاتفقا على الوقت والمكان. كان الحضور كبير وشريحة الشباب غالبة على المشهد، وبعد قليل بدأ المحاضر ، وهو أربعينيُّ العمر، له وجه نورانيّ.ذو هيبة وشيبة، أنيق كلامه له نبرة تدخل القلب دون استئذان، ومن بين الكلام قال: إخوتي، أبنائي..إن النعم كثيرة التي مَنَّ الله "سبحانه وتعالى" علينا بها، وسخر لنا كل ما موجود على ظهر الأرض، بل على ظهر الكواكب الأخرى! شريطة أن نستخدمه استخداما شرعيا ونوظفه لأجل نصرة الحق ودين الله سبحانه وتعالى. وعلى سبيل المثال، كم مرة سقط بلد وأُثيرت قضية لتصبح رأيا عاما وعلى إثره افُتضح فاسد هنا وعميل هناك وقد عملنا حملات‌ ضد ظالم او جريمة او غيرها؟! اليس هذه نعمة وأنت من بيتك اشتركتَ، وانت من سيارتك كتبتَ ، وأنت في الحديقة وهكذا وأثرنا الرأي العام وأشعلنا مواقع التواصل،كل ذلك بفضل التكنلوجيا الحديثة الاي اختصرت لنا المسافات والزمن ، أليس هذه نعمة كبيرة ومؤثرة!؟ هذا عدا نعمة التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء والاطمئنان عليهم فضلا عن أن العالم كله بين يديك بواسطة زر صغير، كلها نِعمٌ قد أنعم بها الباري لتكون بين ايدينا ولكن بشرطها وشروطها!!! تعالوا لنقلب الوجه الآخر لهذه النعمة، فلو استُخدِمَت هذه النعمة بالشكل الخطأ فسوف يكون الوبال والخطر علينا، وإليكم هذه القصة المؤلمة كشاهد والحكمُ لكم. أصدقاء شباب دائما يتبادلان الموبايلات بعفوية خاطئة! أحدهم اخذ موبایل صديقهُ واخذ يتصفح به فدخل على الواتس آب على رقم دفعه الفضول إليه، ليجد صورة فتاة يعرفها ففورا دفعه الشيطان لتصوّر الصورة المخلة والمحادثة! لم يكن ينوي فعل شيء بها، لكن بعد أن رجع للبيت أخذ الشيطان يوسوس له! تخيّل لو علم أخوها او اهلها وهي تفعل هذا الفعل القبيح ووووو ! ليقتنع أنه سوف يقوم بدور البطل أمام اخوتها، وفعلا بلا ضمير ودين ارسل الصورة والمحادثة وطلب منهم عدم ذكر اسمه!  أرسلها ظهرا ، وبعد العشاء سمع بخبر مقتل الفتاة على أثر مشاجرة بين الأخوة!!! الجميع انصعق لهذا الفعل المشين والجريمة النكراء! المحاضر: أسألكم بالله هل هذا الفعل بنظركم إيجابي وطيب وبطولي يشرّف الإنسان أمام الله او أمام صاحب الزمان الذي نتوق ويتوق كل تقي الى مصاحبته؟؟! طيب وأنت وانا هل في تلك الحالة التي ننفرد فيها نحن ومواقع التواصل الإجتماعي والشيطان! برأيكم صاحب الزمان يعلم بإذن الله تعالى او لا يعلم؟! خذوها مني إنه يعلم وحاضر في كل حالة نكون عليها، ويعلم بمحتوى ملفاتنا وهي التي ترفع إليه كل يوم اثنين وخميس.هنا ارتفع صوت المحاضر درجة وبالفعل قال: أي صلاة تلك وأي دين ظاهريّ هذا وبالباطن هو يقتل أبرياء ويتسبب بفضيحة ذاك باطلا ! من يعلم كيف غُرر بهذه البنت لتُرسل صورتها وما هي وعود الشيطان لتقع بيد مجرم انهى حياة فتاة وأسرة وسمعة؟!  وفي تلك اللحظة كاد منار ينهار خجلا وتأثرا بما حصل وشعر بحرج من وليّ العصر وتذكر شيئا مشابها لما روى المحاضر فخجل منه  وارتبك جدا ، وقال في نفسه لله عليّ أن سترني الله منها سوف أنهي كل شيء يُغضب الله "سبحانه وتعالى".وفعلا مرّت الأيام ولاشيء من ذلك الأمر حصل سلبا وقد مرّ على خير ببركة ولي العصر "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء"  ومن ذلك الحضور المبارك وببركة الصحبة الصالحة التي دعته الى قد أصبح "منار" الشاب اليافع الموفق بعد عام من هدايته الى سبيل الرشاد قد نال شرف الشهادة بغد انخراطه في صف الدفاع عن مرقد السيدة زينب "عليها السلام". (مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا)الاسراء ١٥   البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم).. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك