المقالات

هيبة الدولة بين الأدعاء والحقيقة..!

968 2021-08-26

 

اياد رضا حسين آل عوض ||

 

كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن الانتخابات المزمع اجراؤها بعد اقل من شهرين وانها ستكون مفصلية بعد ان تأتي قيادة جديدة ، الى غير ذلك من الاقاويل والتكهنات ، علما انه لم يحدث اي تغيير على الرغم من اجراء خمس انتخابات منذ السقوط !!

 والسؤال هل يستطيع هذا الرئيس الجديد ان يعيد هيبة الدولة ، التي وصلت الى الحضيض بعد هبوط مستمر منذ سقوط النظام السابق ،،، ؟؟ وكيف ؟؟ ، وحتى على فرض انه يتمتع بكامل المواصفات المطلوبه ، وهذا مستبعد جدا ، فهل هذا يكفي لتحقيق ذلك ، ؟؟ وفي الحقيقه فاننا نريد هنا توضيح اهم النقاط المتعلقه بهذا الموضوع والتي نرى انها تقف وراء اسباب هذه الظاهره التي تهدد الدولة والنظام السياسي في العراق.على النحو الاتي :- 

 (1) ان هذه الظاهره لا يمكن فصلها عن مجمل الاوضاع السلبيه التي برزت بشكل كبير بعد سقوط النظام السابق.

(2) ان من المؤكد ان هذه الظاهره ترتبط بشكل وثيق مع طبيعه عموم شخصيات ومسؤولي الدوله وعلى الاخص المسؤولين في الاجهزه التنفيذيه والقوات المسلحه وصنوفها العاملة داخل المجتمع ، كقوى الامن الداخلي والقوى الاستخبارية وامتداداتها ، والتي جزء مهم منها لا ينطبق عليه شروط القياده ،كالتصميم على تطبيق النظام والقانون ، وذلك لعدم الاهتمام لهذا الموضوع اصلا ، بقدر اهتمامهم وولائهم للعلاقات الاجتماعيه والعلائق الطائفيه وعلى حساب انظمه وقوانين الدوله المرعيه ، اضافه الى عدم الجرأة وعدم القدره على الحسم او الشدة والصرامة في تنفيذ القانون ، اضافة الى ان منهم من يحمل شخصيه مهزوزه لا تزال تعيش عقدة الخوف والتردد والتملق للاخرين.

(3) الفساد المالي ، (الاختلاس والرشوة) ، الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة العراقيه ، حيث تعتبر هي واحده من اهم اسباب هذه الظاهره الكارثيه.

  (4) وجود جماعات مسلحه كثيرة و تحت مسميات متعددة ، وهي لا تعتبر معادية للنظام السياسي ، الا انها تسهم بشكل مباشر او غير مباشر في اضعاف هيبة الدولة وسلطاتها في فرض النظام والقانون.

 (5) بروز وانتشار ظاهره التعرب وقيم البداوه ، وهي التي تتقاطع ولا تنسجم اساسا مع الانظمه والقوانين الوضعية (نظريات علماء الاجتماع ، العلامة ابن خلدون والعلامة الدكتور علي الوردي) ، وهذه ظاهره غير مسبوقه وخاصه في العاصمه ومراكز المدن الرئيسية ، كما انه في نفس الوقت فان افراد هذا الوسط يمتلكون كميات هائلة من السلاح ، وهذا بمجمله يؤثر علي هيبه الدوله بصوره او باخرى.

  (6) ضعف الاجراءات القانونيه والاحكام الصادره ، وخاصة في الجرائم الجنائية الخطيرة ، كالسجن عدة سنوات لتجار المخدرات والتي كان عقوبتها الاعدام ، او الاختلاس والرشوه على سبيل المثال ، وشمولها بقوانين العفو من حين لاخر خلافا لما كان سائدا في الدولة العراقية ، باستثناء الجرائم المخلة بالشرف من قرارات العفو.

 (7) من السقوط ولحد الان لم تظهر شخصية سياسية قيادية رئيسية وخاصة في الكتل والاحزاب الشيعيه هي بمستوى يؤهلها ان تفرض شخصيتها وتعمل على اعادة هيبه الدوله التي رأيناها في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، و هذه واحده من اهم الاسباب التي تقف وراء اخفاء الكتل الشيعيه في اداره دوله كالعراق.

 (8) نظام المحاصصة السياسية وتعدد مصادر القرار وتبياين الاراء والمواقف وتعدد الجهات الضاغطة وفي خضم صفقات لا اول لها ولا اخر.

 (9) بروز ظاهرة لم تكن معروفة في تاريخ الدولة العراقية الحديث ، وهي ان المافوق في السلم الوظيفي يخشى المادون ، بسبب ارهاب الجماعة المسلحة او الارهاب القبلي او المافيات ،،،

الى غير ذلك من الاسباب ، ولكن الذي ورد اعلاه يعتبر اهمها واكثرها تاثيرا في جعل الدولة فاقدة الهيبة ، فهل يستطيع رئيس الوزراء المرشح ان يقضي على هذه الظاهره الخطيره التي تتقاطع مع عمل الدوله والنظام السياسي ؟ ، اننا لا نعتقد انه سيحدث اي تغيير ، مهما تعددت الاسماء والمسميات طالما ان الاسباب الحقيقية لم تعالج وكذلك غياب الارادات التي تعمل لاحداث العملية التغييرية ، وان هذا بالتاكيد يتحمل مسؤوليته بالدرجه الاساس هو المواطن الذي لايحسن الاختيار ويذهب لانتخاب الفاشل والمتخلف والأسوأ ، ولدوافع وعصبيات قوميه وطائفيه وقبليه غيرها ، ويترك رجال الدولة الحقيقيين والاكفاء الذين يمتلكون مواصفات القيادة والادارة ، ان كان هنالك بقيه باقية منهم.

 قال تعالى في محكم كتابه العزيز (وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) صدق الله العظيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك