نعيم الهاشمي الخفاجي ||
بعد سيطرت دول الرجعية البدوية العربية على الإعلام من خلال شراء ذمم الغالبية من الكتاب والصحفيين العرب بما فيهم المتشدقون في شعارات التحرر والديمقراطية من مايسمون انفسهم في اليساريين والليبراليين وفي الحقيقة أن هؤلاء مرتزقة يتسترون خلف اليسارية والليبرالية وما هم منها ابدا، أصبح حال هؤلاء الكتاب والصحفيين مثل أيام زمان التليفون العمومي لايعمل إلى أن تضع به قطع نقود معدنية أو كارت.
طالعنا أحد المرتزقة يساري لبناني والمصيبة مسيحي والمعروف أن المسيح بغالبيتهم يرفضون الكتابة بصحف الرجعية الوهابية العربية، طالعنا في مقال عن عودة العراق للحضن العربي وكأن العراق هو من حارب الدول العربية وليس الدول العربية هي من أرسلت لنا قوافل من المفخخين والانتحاريين والقتلة، العرب هم من طردوا وفود العراق للجامعة العربية، ملك السعودية عبدالله في لسانه قال إلى وفد القائمة العراقية بحضور حسن العلوي الذي كان يتزعمه طارق الهاشمي ابو صابرين طلبتم منا ملياري دولار واعطيناكم المبلغ وكل هذا والشيعة فازوا؟ اقولها بمرارة كيف شكل ولون التدخل بالصراع المذهبي والقومي العراقي وفي نتيجة الانتخابات ومحاولة التأثير عليها.
يحاول المرتزقة الطائفيين من أعلام الخليج البدوي تصوير استضافة العراق قمة «التعاون والشراكة» قبل عدة ايام بالقول أن عراق اليوم ليس العراق الذي استضاف القمة العربية في 2012. يقولون قمة بغداد هو انطلاق عملية هادئة وجريئة تهدف إلى إعادة العراق إلى العراق.
الكاتب والصحفي المنصف الذي عايش عن قرب السنوات الشائكة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق وظهور الجماعات الارهابية بمناطق حواصن فلول البعث مثل القاعدة والنقشبندية والهجرة وداعش يتأكد ان هذا الارهاب هو صراع إقليمي بأدوات عراقية بعثية طائفية نتنة، مشاكل العراق مذهبية قومية ولدت مع ولادة العراق عام ١٩٢١ من رسم حدود العراق بريطانيا وفرنسا وأنَ الصراع بين مكوناته طبيعية، وأن الزواج كان قسرياً والودَّ وشعارات الوطنية التي كان ولازال يرفعها فلول البعث وحاضنتهم المجتمعية كان ودا مزيفاً.
الجغرافية هي وضعتنا بجانب تركيا وإيران والسعودية…...الخ وهذا قدر شعب العراق يتكون من ثلاث مكونات سنة وشيعة واكراد، الشيعة يمثلون أكثر من نصف الشعب العراقي وحقهم الطبيعي يشاركون في إدارة الدولة العراقية، لكن العقلية البدوية الوهابية تسمي مشاركة الشيعة في حكم العراق في احتلال إيران للعراق وهذا الكلام بحد ذاته كلام يزيد من نسبة الكراهية والإرهاب، للأسف الإعلام الخليجي البدوي صور احتضان العراق للمؤتمر بالقول الشيعة بالعراق بسبب أن العرب ضدهم بسبب خضوعهم إلى إيران بدأوا يتقربون للعرب.
مرجع الشيعة الأعلى السيد علي السيستاني أعلن أنه ضد إقامة دولة شيعية وأنه يؤيد دولة مدنية يشارك بها الجميع كل هذا الكلام قوبل بمزيدا من ارسال آلاف الانتحاريين من الوهابية السعوديين وشذاذ الآفاق من حثالات الوهابية بكل دول العالم، رصدوا مليارات الدولارات لحرق العراق ودفعوا مئات المليارات من الدولارات الى ترمب لكي يقوم في إقصاء شيعة العراق ومعاداتهم، وللأسف ترمب قصف قوات الحشد واغتيال قادة كبار هزموا داعش، بدون اي وازع اخلاقي وانساني نفذ الجريمة وهو من أعلن خبر تنفيذه الجريمة بسبب رشاوي السعودية، في المؤتمر الأخير الذي عقد في بغداد كانت خطب برهم صالح ومصطفى الكاظمي وبيانات الحكيم والصدر….الخ واضحة تدور حول الفقرات التالية، الدولة،الدستور، المؤسسات، احترام إرادة الناخبين، وسيادة العراق، ورفضه أن يكون ساحة لحروب الآخرين، ورفضه أن يكونَ مصدر تهديدات لجيرانه، ورفضه الانزلاق إلى المحاور، ورغبة العراق في بناء الجسور في كل الاتجاهات، وأن يكونَ أرضَ حوارٍ لا مسرحَ للصراعات.
لكن هل العقلية العربية البدوية المبنية على أسس طائفية تترك العراق وشعبه بدون أن يدسون إنفوفهم النتنة في شؤون العراق والانحياز لمكون فلول البعث لأسباب طائفية.
مهما قدم ساسة شيعة العراق من تنازلات فهي لاتجدي نفعا بظل وجود مكون يعتبر نفسه شعب الله المميز وأن الحكم له فقط وليس من حق الآخرين المشاركة في حكم العراق، منذ عام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا وساسة المكون الشيعي يطلقون مبادرات تلو المبادرات لكن لاتجدي نفعا، يفترض في ساسة المكون الشيعي العراقي تغير أسلوب تفكيرهم والتفكير بالمصلحة وترك القيم والمبادئ والأخلاق لأنها لاتجدي هذه القيم والأخلاق مع شريك طائفي فاقد للأخلاق والقيم.
مفتاح حل مشاكل العراق عندي ولا يحتاج كل سفك هذه الدماء، ولا تبديد كل هذه الثروات، لنجعل العراق يتكون من خمسة أقاليم، إقليمين للأكراد واضم معهم أراضي عربية تضم عرب وتركمان في شمال ديالى وكركوك وسهل نينوى ولابأس معهم الموصل نفسها، ضم تلك المناطق للاقليمين الكرديين ينهي موضوع تشكيل أقاليم قومية وتكون مختلطة تضم الكوردي والعربي والتركماني والسني والشيعي والمسيحي والايزيدي وبذلك نمنع عملية انفصال الأكراد من العراق بالمستقبل، وإقليم بغداد الكبرى، وإقليم رمادي تكريت، إقليم جنوب وفرات اوسط، وضع العراق متعدد مذهبيا وقوميا ويحتاج مشاركة الجميع وانتهى وقت سلطة المركز القوي.
إذا كان ساسة شيعة العراق يرفضون مثل هذا الحل فكان الأجدر بهم يتفقون على مشروع سياسي جامع شامل بعيدا عن الخلافات الجانبية والتشرذم وأصبح حالنا هذا دعوة وهذا تيار صدري وهذا حكمة وهذا مواطن وهذا مجلس أعلى وهذا تشريني…..الخ.
سواء أختلفنا مع الحكومة الحالية أم كنا معها لكن بكل الاحوال استضافت بغداد قمة «التعاون والشراكة» التي شملت دول الجوار وتعدهم ووصلت الى قطر والامارات ومصر وفرنسا لكنها لم تستضيف الجارة سوريا، نعم تمكن العراق من جمع خصوم تحت سقف واحد لتشجيعهم على التحاور لإنهاء مشاكلهم، قمة بغداد أتاح المناخ للقاءات عربية عربية كانت تبدو متعذرة قبل عام مثل اجتماع الجنرال السيسي مع أمير قطر، وكذلك عقد اجتماعات مابين ايران والسعودية وهذا يحسب للحكومة العراقية الحالية والسابقة حكومة عادل عبدالمهدي، ولا مبالغة في القول إنَّ القمة كانت مهمة بمكان انعقادها ومستوى المشاركة وما دار على هامش جلساتها.
في الختام تبا وتعسا الى اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود بلدان فاشلة ودمجت مكونات غير متجانسة بدون تشريع دساتير تنظم مشاركة المكونات جميعا في المشاركة السياسية، رحم الله الدكتور هنري فوستر مواطن أمريكي جعل أطروحته الدكتوراة في اسم نشأة العراق الحديث في جامعة لندن عام ١٩٣٢ وأشار لحقيقة دمج ثلاث مكونات بالعراق غير متجانسة مع رفض بريطانيا تشريع دستور ينظم مشاركة المكونات الثلاثة والغاية جعل العراق دولة تعاني صراعات مذهبية قومية لتكون دولة فاشلة أنقظت مائة سنة قبل اسبوع من تأسيس الدولة العراقية وكانت دولة فاشلة في امتياز قتل تحت علم البلاد ملايين العراقيين وهجر وهاجر الملايين وسبيت وبيعت نساء وأطفال من قبل عناصر بعثية وهابية من أبناء الوطن، بددت ثروات العراق وعانى شعب العراق من الفقر والحرمان وتحت أراضيه بحيرات من البترول والمعادن وفي العراق نهرين عظيمين وهو يستورد الطماطم والخيار والتمور من الأردن والسعودية وإيران وتركيا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/8/2021