اياد رضا حسين ||
ان الاوضاع التي سادت في العراق للمرحلة التي اعقبت سقوط النظام السابق ، ان كان ذلك على مستوى الدولة ومؤسساتها وخاصه اجهزتها التنفيذية ، وحتى على مستوى الاجهزه التشريعية ، او على مستوى العمل والنشاط السياسي والحزبي بكل اشكاله وصوره ، الذي هو في الواقع لا يعني سوى ان هذا الصراع والسجال والمناكفات بين القوى والمكونات المختلفة وبهذه الطريقة البدائية ، هو اقرب الي ما يجري في (سوق الخردة) ، او (سوق الهرج) ، (او سوق الاسهم المضاربات) ، او (اسواق بيع المواشي والخضر) ،،، فالكل يصرح ويفتي ،، والكل يخطب ويهتف ،، و الكل يحلل ويستقرأ ،، والكل يتهم ،، والكل يريد ان يترأس ويسيطر ،، والكل يتحدث ويبحث عن الغنائم والمناصب ،،، والكل ،،، والكل ،،، للحد الذي اصاب المواطن العراقي الملل والسأم والضجر والانزعاج وجعلته يلعن هذه العملية السياسية والقائمين عليها ومن مكنهم من الوصول الى هذه المواقع والمسؤليات . ان هذه الفوضى العارمة التي كان من نتائجها ضعف الدولة وفقدان هيبتها ،، فلا قانون ، ولا نظام بالمعنى الحقيقي ، وهذا الفساد المستشري الذي ليس له مثيل في بلد اخر ، وهذا الارهاب المجتمعي الذي يهدد المجتمعات المتحضره والاساتذه والعلماء والاكاديميين ،،، وكل هذا يحصل في مجتمع مليء بالعقد والامراض والاجتماعيه و المتوارثه والقيم والسنن الغيث منها اكثر من السمين .
ان هذا الذي حدث ويحدث في العراق يؤكد على ضروره اعاده النظر في العمليه السياسيه برمتها التي ثبت فشلها وضررها البالغ طيلة 19 سنة ، والتي لم تستطع انجاز حتى الحد الادنى من ماهو لصالح المواطن ، ان كان على المستوى الاقتصادي اوالخدمي ، او على مستوى الفشل الذريع والاخفاق الكامل في العمليه السياسيه ....(يتبع رجاء)