اياد رضا حسين آل عوض ||
ان قواعد اللعبة التي ج رت في العراق هي ليست امر مقدس لا يجوز المساس به او نقده او تغييره ، ان كان على مستوى الخطوط العامة او اداة التنفيذ ، وانما ايجاد عملية اخرى او بمسار اخر ويكون اقطابها رجال دولة اكفاء محددين ذو اقتدار عالي من حيث الشخصية والقوه والعزم ، وكذلك وهذا هو المهم هو الخلفية الاجتماعية والأسرية المتميزة والمتحضرة والغالب عليها الحداثة والعصرنة . البعيدة عن روح الانتقام وجرائم السرقة والنهب والقتل والخطف والاغتيال.
وبالمقابل ابعاد ذوي النزعات القومية والدينية المتطرفة وقيم البداوة والتعرب ، او التي عاشت طيلة حياتها عقد الحرمان والدونية والعوز ، والتي ثبت انها على الدوام تحاول ان تفرغ كل عقدها من خلال استثمارها للمنصب عندما تصل الى مراكز السلطة والقيادة و باي طريقة، وهذا ما اثبتته وقائع الاحداث في تاريخ العراق الحديث.
وفي الحقيقة فان ما ذهبنا اليه يعود بنا بالذاكره الى ما قبل 53 سنة للمرحلة التي اعقبت الهزيمة النكراء في الخامس من حزيران عام 1967.
فقد نشر الصحفي والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مقالا في سلسله مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة الاهرام (وقد كنت تابعت مقالاته لمدة عشر سنوات بدأ من عام 1963 حتى عام1973) وكان المقال تحت عنوان (المسلمات البديهية).
فعلى الرغم من ان هيكل كان يمثل احد مراكز القوى في الفكر القومي الناصري في مصر ، والذي كان لايزال الفكر القومي العروبي في تلك المرحلة على اشدة.
الا انه في هذا المقال تساءل ، بقوله ، لماذا جعلنا من الفكر القومي السياسي والشعارات القومية المعروفة ، بانه شيء مقدس منزل من السماء لا يجوز المساس به او نقده او رفضه ، في الوقت الذي ان هذا التيار كان وراء تدمير شعوب وامم كما حصل في اوروبا في القرنين الماضيين وحتى الحربين العالميتين الاولى والثانية كان احد اسبابها المهمة هو الصراعات القوميه في اوروبا ، وهذا يحتم على العرب ان يجدوا بديلا اخر غير هذا التيار الفكري . ويبدو ان على العراقيين الان القيام بمثل هذه المراجعة بعد هذا الانهيار والفشل والله اعلم وهو الحكيم الخبير.
https://telegram.me/buratha