مازن البعيجي ||
الحوزة العلمية هذا الكيان الذي اختلف عن كل كيان غيره ويختلف بما منحه منهجها الذي أتصل بمنهج المعصومين "عليهم السلام"، صفوة كل فضيلة ومنيفة والتطبيق الأقرب والانقى لأخلاق مدرسة أهل البيت عليهم السلام، هذا الكيان العلمي والروحاني، والذي يمثل امْتِدَادٌ لِلنُّبُوَّةِ والرسائل التي انتهت عند المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، هو القائد - كيان الحوزة - للبشرية في عمق أهدافه والتكليف بما نعتقده ممهد الى دولة العدل الإلهي، كل حوزاتنا وفي كل مكان هذا هدفها.
وهي تسير بمنهج أخلاقي صارم وحاد وسيرة علمائية لا تقبل بأي تصرف خارج أسوار ما تعتقده من قضايا كل واحدة قام عليها دليل يبرئ الذمة إمام الخالق العظيم جل جلاله، وكم حاول الأستكبار والصهيونية العالمية تغير مسارها عبر محاولات كثيرة جدا، وناعمة تمثلت بالطرق على مواضيع كانت تمثل ضربة لها، كالفصل بين الدين الذي تمثله والدولة التي تؤمن هي بضرورة أن تكون القائد لها، وكذلك عبر خداع من يسهل خداعه من أنصاف المعممين والذي أصبحوا اليوم كثر بذات دوافع تخريبها وضرب بنيتها العلمية في نفوس الناس والقداسة!
حتى صرنا نرى معمم كذاب، واخر شاذ، واخر يجلس مع العاهرات، وغيره يغازل أمريكا واعوانها في المنطقة، واخر يفتعل فديوهات ضحلة، وآخر له لسان جسر على المراجع والعلماء! حتى يهن تلك العلمية التي هي ثراء ما بعده ثراء لمن انتمى لها حقيقة الأنتماء! ويسقط رمزيتها بين الناس! مؤسف ما يشاهد اليوم من تصرفات ظاهرة ودون خجل لا تدل إلا على تدني في الأخلاق، والفهم، والمروءة التي يمتاز بها إنسان قد لم يستطع كتابة اسمه فضلا عن من يدعي الأنتماء لكيان أساسه العلم والمعرفة، والأخلاق والطاعة، والانقياد، والمثل وقضايا كثيرة لكن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن شذ عن منهجها سينتهي في نفوس الانقياء والاتقياء قبل رب الحوزة ومشرفها.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..