حسام الحاج حسين ||
اختلفت المواقف السياسية والأعلامية في طهران حول تشكيل رؤيا موحدة بخصوص الملف الأفغاني .
فقد كانت المواقف تنقسم الى ثلاث أراء حول الخارطة السياسية في افغانستان المستقبلية بعد الأنسحاب الإمريكي التي كانت بوتيرة متسارعة ،ويمكن الأيجاز من خلال عرض خاطف للموقف الإيراني الذي ينقسم بين مؤيد ومتردد ومعارض ،،!
الأول هو التخلص من الوجود الأمريكي حتى لو كان البديل طالبان الحركة الراديكالية ذات الماضي القاتم والمواقف التي سببت الألم للإيرانيين ومازالت تعاني إيران من التبعات الأقتصادية التي تركها حكم طالبان على الواقع الإيراني من خلال اللجوء الكثيف للإفغان الى الجمهورية الإسلامية . والتي تعاني من ازمات اقتصادية اصلا بسبب العقوبات الإمريكية . مع هذا فان طهران تفضل طالبان على الوجود الأجنبي .
حتى لو كان مكلفا لانها بالنتيجة ستعول طهران على طالبان الدولة وليس طالبان الحركة .
الرأي الثاني وهو التفائل
الحذر الذي لايثق بطالبان من جهة ويخشى صعود تيارات متشددة كالقاعدة وداعش من جهة أخرى وستكون إيران اقرب المتضررين مما ينتجه الحرب الأهلية في حال تدخلت دول مؤثرة لأدارة صراع بالوكالة على غرار سوريا
لانها ببساطة تعني مئات الكيلومترات من الحدود الإفغانية الإيرانية الملتهبة وربما ملايين المهاجرين الجدد في ظل الوضع الأقتصادي المتردي لإيران ،،!
وقد لاتستطيع الحركة ان تضبط وجود الخلايا الأرهابية في جبال افغانستان المترامية مما يسبب استنزاف أمني لطهران خاصة اذا دعمت بعض الدول المعادية لإيران هذا المنحنى الخطير ،،!
الرأي الثالث والمهم هو ( بنجشير ) فقد دعى بعض النخب والسياسيين والصحفيين الإيرانيين الى الوثوق ب احمد شاه مسعود وان لاتوجه إيران طعنة له في الظهر ويراهن البعض في طهران انه في حال
إذا لم تتدخل أطراف أجنبية ولم يبع الخائنون قائد قوات بنجشير أحمد مسعود، سيكون بإمكان القوات في بنجشير توسيع إقليمهم بلا شك .
والوضع انذاك سوف لن يكون لمصلحة طالبان اطلاقا .
ان على إيران ان تدعم المقاومة الأفغانية لانها ستكون ضمانة اكثر من تيار راديكالي معروف بالوحشية .لمصالح طهران وأمنها الأقليمي
احمد شاه مسعود الأبن يمكنه الاستمرار بالمقاومة لأجل المقاومة وقيادة الحرب على نطاق أوسع، كما يمكنه تثبيت جبهة المقاومة وردع المنتفعين الأجانب الذين يقلقون طهران على المدى البعيد ،،!