نعيم الهاشمي الخفاجي ||
هناك اسباب كثيرة في محنة الشعوب العربية والإسلامية في الفشل الذريع في إيجاد أنظمة سياسية عادلة تحترم شعوبها وتوفر لهم العيش الرغيد رغم كثرة الموارد البترولية والغازية والمعدنية، عجز العرب والمسلمين عن حكم انفسهم بوحدهم بدون وصاية الدول الاستعمارية عليهم، من رسم حدود الدول العربية والإسلامية المستعمر البريطاني والفرنسي في اتفاقية سايكس بيكو، دائما العرب وبالذات الخليجية جزء ومهم وفعال من تمويل حروب امري...كا الباردة والساخنة وممولين مهمين لتلك الحروب، بل نفسه ولي العهد السعودي اعترف انهم نشروا الوهابية بامر من امري..كا لمقاومة المد الشيوعي السوفيتي.
لولا المال السعودي لما تم نشر الوهابية ولما حدثت هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وسيطرة التطرف الديني السياسي الذي ولد الإرهابيين من الذين نفذوا الهجمات.
لولا نشر دول الخليج للوهابية لما حدثت أحداث سبتمبر ولما قامت امري.. كا في احتلال أفغانستان ورفع شعار للتخلص ممن نفذ الهجوم.
الهدف الأوسع لاحتلال أفغانستان هو التخلص من الإرهابيين ونشر الديمقراطية، أن نشر الديمقراطية كان يتطلب استراتيجية لمحاربة الفكر المتطرف الوهابي المنبع الأساسي للتنظيمات التكفيرية اولا وإبعاد أفغانستان والمنطقة من صراع امري..كا مع روسيا والصين وأفغانستان،
أميركا انتصرت عسكرياً سريعاً في أسابيع قليلة، انهار نظام طالبان، من أعاد الحياة الى طالبان حروب امريكا العبثية مع روسيا وإيران وباكستان والصين حيث قامت هذه الدول في دعم طالبان خلال مدة العشرين عاماً وعادوا الى الحكم بقوة بظل انتصار كبير لطالبان وساحق بعد طردهم وملاحقتهم مدة عشرين عاما.
أنفقت امريكا أكثر من 180 مليار دولار على الجيش الأفغاني، تدخلوا بعمل الحكومات الأفغانية واصبح الرئيس الأفغاني دمية بيد القوات المحتلة لا يستطيع اعدام ارهابي واحد.
فسحت القوات المحتلة إلى استشراء الفساد من خلال كسب المال من خلال تنفيذ المشاريع والذي خلق طبقة حاكمة غير وطنية، واشنطن كانت تنفق 750 مليون دولار سنوياً كمرتبات على الموظفين الأفغان.
تحالف الشمال المعادي لطالبان كان يضم الطاجيك والأوزبك والهزار يمثلون ٥٥% من الشعب الأفغاني كان يفترض بالساسة الأفغان تبني مشروع سياسي للشعب الأفغاني في تشكيل كونفدرالية الشمال بدل اقامة اقاليم لكل ولاية، حاولت أميركا حسب قول كيسنجر فرض هوية وقيم على الأفغان تريد من الأفغان إيجاد نظام سياسي يشبه واشنطن سياسياً واجتماعياً، وهو أمر غير مقبول لأن البيئة الأفغانية عشائرية قبلية غير صالحة لتقبل ذلك.
بايدن اعترف انهم لم يذهبوا لبناء دولة ديمقراطية رغم وجود 300 ألف مقاتل أفغاني كان يفترض دعم الحكومة الافغانية وعدم التفاوض مع طالبان تسليم الأمن وإدارة البلد للافغان بدون التدخل بشؤونهم الداخلية وفرض عليهم عناصر سياسية بشتونية تعمل مع طالبان.
رغم مضي عشرين سنة من الحرب لم تنجح أمريكا في خلق نظام سياسي فدرالي محترم في أفغانستان.
من رسم حدود الدول العربية والإسلامية الدول المستعمرة دمجوا مكونات غير متجانسة مع بعض ونصبوا عليهم عوائل فاسدة عميلة تنفذ ما يطلبه منهم المحتل ولا يلبون مطالب أبناء شعوبهم في حياة كريمة ومحترمة.
تطبيق نظام برلماني في أفغانستان لا يمكن أن ينجح في ظل صراعات المكونات الأفغانية المتناحرة وبظل المشاريع والمصالح المتقاطعة مع الدول الكبرى المتصارعة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
6/9/2021
ــــــ
https://telegram.me/buratha