مازن البعيجي
كربلاء تتزين سمائها والأرض بمواكب الخدمة التي تصطف بعضها بجانب بعض، وكأنها تتهيأ لمعركة وعي وبصيرة تردّ بها على ذلك المعسكر الغادر لسبط المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم" وفلذة كبد فاطمة "عليها السلام" المعسكر الذي لازالت بقايا منه على شكل كلاب تنبح حيث تنبح السفارة وترمي حمم سهامها على عشاق الحسين "عليه السلام"، مشاهد تبعث على السرور وانت تسير في الشوارع والطرقات وحتى الازقة فلم تجد حتى أمتارا قليلة إلا وقد شغلها اصحاب المواكب بما يُلزم من بذل وعطاء، وكل شيء قد تم إنشاؤه من نصب السرادق والفُرش والتجهيز ولوازم الطبخ وإعداد الخدمات الصحية المخصصة للنساء والرجال كل على حِده، إضافة تحضير الذبائح من كل أصناف الحلال ابقارا وجمالا وأغنام وانواع الدواجن فضلا عن صناديق الماء المعلب وكل ما يبيض الوجه عند الله ثم الحسين "عليه السلام" فلا اقلّ للرائي أن يرى مشاهد متنوعة وكأنها لوحة فنية تستعرض ألوان الطيف المتناسقة، فيالها من مشاهد مشرّفة ومُسرّة لخاطر وليّ العصر "ارواحنا لتراب مقدمه الفداء"، وهو يرى هذه الأمة من الخدم تبكي منها العيون وتتمزق لها القلوب على كل زائر لم يستطع الوصول حيث قبلة الأحرار، خاصة زائري الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تتعرض لمؤامرة من بني الجلدة ومن تردى حظه لتسوء عاقبته وقد أبدى الحقد العملي على الحسين ولو تمظهروا بجميل عبارات الولاء المزيف!!!
مواكب غدٍ سوف تثبت للعالَم أجمع حقيقة الولاء التي تتنامى على مر العصور لتنقش على جبين التاريخ سمات الإخلاص للنهج الحسيني الأصيل وستسجل ملائكة السماء الموكِلة بخدام الحسين اسماءًا لامعة على رخام الأبد وجيد الخلود، وها هم يهجرون بيتوهم ومدنهم ويأتون بنسائهم والأطفال في صحراء العبرات والشجن والوفاء، ليعيشوا حياة الآخرة في رحاب من شكّل كل الحياة المملوءة بالروحانية والتقوى وكأنّ ملايين البشر تصدح بصوت واحد ليصل الى عنان السماء
كلّ ماعندنا من الحسين وكلنا فداءًا له، لبيك ياحسين.
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج ٣٢ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..