مازن البعيجي ||
إن ما جرى مع أمامنا الحسن المجتبى "عليه السلام" أمرا مروعًا على مستوى تراجع إدراك الأمة وقلّة وعيها، رغمَ قربها من زمن الوحي، وعيشها مع شخوص الرعيل الأول من الصحابة والتابعين! إلا أنها كما يبدو تحمل ذاكرة السمك ولا تميّز بين الأحداث، في الوقت الذي يعرف أمامنا الحسن "عليه السلام" أن لا معركة تنتصر بمثل هؤلاء الأغنام التي تجتمع على صفير الراعي، أو يجمعها كلب المرعى!
ولعلّ نظيره من الجهلة اليوم موجود بشكل ظاهرٍ كبير إذ احتار بهم الشرفاء ومقام المرجعية، ولولا حرص هذا الكيان الغيور على وحدة الصف والتشيع لتعطّل الكثير ولفتحت منافذ كثيرة للمتآمرين على الشيعة في كل مكان وفي العراق خاصة! وذات المحنة عاشها المجتبى "صلوات الله علیه" ولم يبق حلًّا عنده إلا مسايرة الأمور ومجاراة سلوكياتهم الهابطة وإسقاط ادعاء السفارة وما يختبئ خلفه معاوية الماكر والماكرين من شتى اصناف المسلمين ومنهم شيعة مع الأسف!!!
تلك المحنة هي نتاج البحث عن البصيرة المغادرة، وهي ذاتها في صفين وذاتها مع الحسين وهكذا يعلمنا الإمام ويقول بلا وعي وبصيرة، النصر محال أو معطّل ولايخلو من وفرة الخسائر! حقا إنه مشهد يجب أن نقرأه بعمق كبير ونفهم ذلك الظرف الذي جعل الخيانة سيدة الموقف كما أنها اليوم سيدة الموقف عند البعض المتصدي وزيادة ولابد من أخذ الدرس والعبرة!!!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha