المقالات

رؤية الفتح للشراكة الصينية العراقية..!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

يستخلص المتابع والمراقب في مجمل القضايا العربية والدولية والملفات الإقليمية المتعددة والشائكة، مدى التبدلات في "المناخات السياسية"، واستعصاءاتها في أفق لا نهاية له، وحلحلتها في مدى متشابك الألوان والأحجام.

يُخطئ من يعتمد بقراءة ألوان صورة االعلاقة الصينية العراقية، انها تفسر على انها ردة فعل صينية لمواجهة الغرب بفتح قنوات جديدة مع حلفائه في الشرق كما يدعي البعض.

الصورة الحقيقية، إن الصين أساساً تولي اهتماما كبيراً وواسعاً منذ القدم بالعلاقات التاريخية مع الأمتين العربية والاسلامية، والعراق الواقع في قلب طريق الحرير، يعد ركن مفصلي في هذا المسار، والشاهد على تلك الحقبات "طريق الحرير" التأريخي، الذي لم يأت من فراغٍ أو مصلحة من طرفٍ واحد، انما شقٌته إنجازات وتراكمات وثقافات وحضارات عريقة تحاكي الواقع، وتواكب التطورات.

بالعودة الى مستجدات نمو العلاقات الصينية العراقية والتي يجب ان تصل الى حدود "الشراكة الاسترتيجية"، كما يعمل من أجل ذلك تحالف الفتح، فإن العراق وفي ظل هذه العلاقة سيشهد في هذه المرحلة تطوراً سريعاً، ومن الطبيعي جداً أن يخوض شعب العراق تحديات كبيرة في تحديده لخارطة المستقبل، ومنه الانفتاح المنطقي على الشرق وفي طليعته الصين، والخروج من "شرنقة الغرب" التي يحاول بعض هذا الغرب وتحديداً الأمريكي أن يأسر الجميع لتبقى كأحجار الدومينو تدور في فلكه حيث يريد،  لا كما هي تريد.

ما يريده تحالف الفتح  ليس جديداً أو مستجداً، والفتح يعي أنه كلما تعززت العلاقات مع بكين أبدى الجانب الأمريكي انزعاجه فيحرك ضغوطه عبر تحريك الاتهامات ليصوب إعلامه سهامه تجاه العلاقات عبر اختلاق الأكاذيب.

يرى تحالف الفتح ان الأتفاقية مع الصين والتي ابرمها رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، صالحة لأن تكون مدخلاً من مداخل التعاون بين الصين والعراق في مجالات الموانيء والنقل والبنى التحتية والإسكان والزراعة والصناعة والطاقة والاستثمار والتمويل، والمساعدة في تحقيق التنمية المتنوعة للإقتصاد العراقي، وصولاً الى انجاز اطار لعلاقة تتمحور حول كيفية مقاربة القضايا المصيرية في المنطقة، ومن منطلق محدد وواضح، في الحفاظ على علاقاتها المتوازنة بدقة في جميع أنحاء المنطقة.

الفتح يرى ان الاستراتيجية الشاملة بين الصين والعراق، لم تكن لتنسج لمرحلة مؤقتة وآنية إنما أبرمت لتكون شراكة استراتيجية معززة بالثقة الى أبعد حدود.

أهمية هذه الشراكة أنها تفتح أبواب الطرق البحرية والبرية "الحزام والطريق" والذي يعتبر من أهم وأضخم المشاريع التنموية في العالم وخاصة لما يسمى شعوب العالم الثالث، كونه يؤسس لنهضة تجارية وصناعية ويربط دول اسيا بشرقيها الأدنى والأوسط بأوروبا وأفريقيا.

الفتح يدرك ان الصين تبني علاقتها ورؤيتها بتعزيز التعاون في الشرق الأوسط، وتسعى لتمتين دعم البلدان العربية والإقليمية في جهودها الرامية إلى بناء آلية أمن إقليمية شاملة ومشتركة للتعاون الجماعي، من أجل تحقيق السلام والازدهار والتنمية على المدى الطويل دون المرور في اتون التوسع الاستعماري.

شكرا 18/9/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك