المقالات

الازمة الفرنسية - الانغلوامريكية


  د. حيدر سلمان ||   استمرار الشد والجذب بين فرنسا من جهة و بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا من جهة اخرى، مع اتهام وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، كل من أمريكا وأستراليا بالكذب في قضية الغواصات، معتبرا إياها "أزمة خطيرة". يبدو انه لم يكن كافياً سحب السفراء، و الغاء حفلات صداقة، ورسائل سياسية خشنة من فرنسا نحو من يفترض انهم حلفاء من الولايات المتحدة الى أستراليا الى بريطانيا. من جهة اخرى، حذر امين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من خطورة الخلافات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين للعالم، ودعا لمنع نشوب حرب باردة جديدة، معتبرا أنها ستكون أخطر من سابقتها؛ وهي حرب نواتها كذلك الاقتصاد والصناعة. 🔹تعليقا على ما يجري: من يراقب الموضوع، يعرف جيدا كيف تسابقت أمريكا وبريطانيا نحو عقد تزويد الغواصات لاستراليا ولو ادى ذلك لخسارة الحليف الفرنسي، لكنه باقل تقدير هو جيد بالنسبة لاستراليا، لكنه قد يكون سببا لاندفاع فرنسا مستقبلا نحو الصين وهو ما لاتريده امريكا. هنا تذكرت عقود سيمنز و شانغهاي و منظومات الدفاع الجوي الروسية؛ التي حرم العراق منها وهدد بعقوبات ان مضى بها، فيما كان عاجزا عن اي رد مع وجود طبقة سياسية وجودها اصلا ازمة فلم يجدوا غير الرضى والانحناء؛ ومع ذلك لم تزودنا الولايات المتحدة ببديل سواء عن عقد الكهرباء او منظومات دفاع جوية، تحت بند "لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك". علما انه لاوجه للمقارنة بين ما ذكرت من استراليا والعراق، حيث زودت أستراليا ببديل ارقى (غواصات نووية)، مقابل ترك غواصات فرنسا التي تعمل بالديزل، فيما نحن لم نزود بما هو ارقى ولم نمنح مجالا للمضي بالموجود وهو امر يتلائم مع سياسات حكومات العراق الغارقة بين الضعف والفساد والعمالة، وبقائها اصلا يعتبر منة كبيرة لأمريكا على الطبقة السياسية الحالية. انه "الاقتصاد" عصب الحياة ولا مجال للتنافس فيه ولا صديق او حليف فوق المال، انه صراع النفوذ لتصريف مايصنعون، فاليوم نرى جليا صراع الدول الصناعية على تصريف المنتوج بعد ان عشنا صراع الدول النفطية على تصريف نفطها لتلك الدول المصنعة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك