محمد فخري المولى ||
ارض الرافدين بلاد الحضارات ارض الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين دفع ضريبة توازي ارثه التاريخي والديني الكبير ، فقد سلطت عليه الانظار ، فكان هناك محب ومبغض وحاسد ومن ينتظر ان يتهاوى العراق ليحل محله كواجهه وبديل .
لذا لن تجد فترة من التاريخ الا تعرضت هذه الأرض لهجمة هنا وتعرض هناك ومحاولة للنيل منه ارضا وشعبا ، إلى أن وصلنا للاحتلال المباشر ، وكان الاحتلال البريطاني اخر احتلال بهذا القرن الأخير ، لم يقبل شعب العراق الخنوع فكانت ثورة العشرين الخالدة بفضل دعم المرجعية والعشائر الأصيلة التي أرست قواعد عراقنا الحالي .
لم تنقطع الطموحات بالسيطرة على العراق وانهاك اهله وزجه من خلال شخوص لا تنظر لعمق المشكلة وتاخذ بالاسباب الظاهرية فكانت احداث داخلية وخارجية أدت الى احتلال العراق وانهيار الدولة بيد أمريكا لاسباب واهية لا ترقى الى الحقيقة ومنها وجود اسلحة الدمار الشامل المزعومة .
العراق وارضه المباركة كالعنقاء يعود للحياة من جديد ، فصنع تاريخ وذاكرة جديدة مملوءة بالصور المفرحة والمحزنة سعيد حزين صحيح خطأ ، كل ذلك ببساطة بقانون ( ما بني بيد المحتل لن يكون مكتمل ) .
لانه ببساطة أشد بين محتل ومن اعتاش على المحتل وبين من حارب المحتل قصة طويلة واحداث أكبر ولو نظرت للأحداث جيدا لوجدت فيها الكثير ومنها معارك الفلوجة ومدينة الصدر .
مضت الأيام لتلتقي قوى الشر من جديد عام 2014 مستغلة دول الجوار واحداثها لتنقض على العراق وأهله بساعة اعدت بيد المحتل واذنابه ومن مغيبين العقل وغضت الطرف عن كثير من التفاصيل المهنية والعسكرية والامنية والا كيف تحجب خدمة الانترنت لعدد من الساعات بدون عذر مسوغ
ونحن نتكلم عن مؤسسة عسكرية متفردة بالعالم ،
لينتهي المشهد بخروج ثلث العراق خمسة محافظات عن سلطة الدولة والحكومة لتسلم لداعش ولتكون كل المقدرات المدنية والعسكرية بيده وبيد من كان ينتظر تلك اللحظة وعلى ما يبدو بفارغ الصبر .
العراق بلحظة من اللحظات كان قاب قوسين او أدنى من يبقى عراق واحدا ، قد نلقي بالائمة على طرف وهو حق مشروع وقد يكون السبب الأساس الافق الضيق والأهداف والمدارك البسيطة للكثيرين ممن شغلتهم أنفسهم ومصالحهم عن العراق ، والحديث به تفصيل كبير جدا .
هنا انطلقت الفتوى المباركة
انطلقت الجموع الخيرة من الشيبة قبل الشباب والنساء تشجع وتدعم الرجال .
مواقف الامهات والزوجات والاخوات والبنات مواقف تاريخية فتكفي هلاهل الامهات بتشييع الشهداء خير مثال للرضا .
كان الحشد وكانت وقفة الرجال المشرفة التي أعادت العراق واحدا موحدا ، والحشد هنا حشد الغيرة لكل أصحاب الغيرة والأخوة من كل الاطياف محبي ال البيت الأطهار حشد الحسين وعلي وجدهما ، مطرز
بدماء الشهداء والجرحى التي لولاها لما كان العراق عراقا .
عراقيا ندين للحسين وابيه وجده انهم حفظوا العراق مرتين بفاصل مئة عام بالتاريخ الحديث ( ثورة العشرين وتورة الغيارى ) .
قد تذكر بعض الحوادث البسيطة لكنها تنسب لشخوص اكثر بساطة تتبع اولا عجالة التجمع فمن حدب وصوب كانت الجموع ثم ثانيا الفكر والعلم والقاعدة الاجتماعية والضابطة الدينية .
الخطأ العاطفي اننا ابقينا على اسم الحشد وركزنا عليه وكان الأجدر بعد عام 2017 تحديدا عام النصر وقبل اي تفصيل ، كان يجب أن نفكر ستراتيجيا وأهم تفصيل الاسم .
فما ابتدا بتجمع بمسمى حشد انتهى بجيش ينظر إليه الجميع العدو قبل الصديق انه ركيزة بقاء العراق وتوازن المنطقة .
اذن انطلق بنخوة وغيرة فسمي حشد لكنه أمسى وانتهى جيشا يشار له بالرفعة انه ( جيش نصر ) جيش العراق جيش الامل والمستقبل يفخر به كل أصيل وغيور ومن يحب العراق وأهله الطيبين الاصلاء سيسعى لتقويمه والارتقاء به نحو الافضل فنيا وتقنيا ولوجستيا ، ومن لايريد للعراق ان يبقى سيسعى للنيل منه وانهائه .
الأعوام ما بعد 2014 وتحديدا منذ الفتوى المباركة انطلقت بطولات جيش نصر .
تحرير المحافظات والاقضية والنواحي والقرى من براثن القوى الظلامية من داعش ومن معهم من أذناب المحتل ،
دعم ومساندة للعوائل للخروج من دائرة الظلام والاضطهاد والموت الى بر الامان بملاحم لها اول وليس لها آخر .
إنقاذ أطفال من الموت ليكون الموت نصيب من بعث الحياة لغيره ومن يضع جسده معبرا للنساء والأطفال ومن ينقل كبار السن على اكتافه او بوسائل نقل بسيطة بدائية لتنتهي بمواجهة المفخخات بصدور عارية ، هذا غيث من فيض مأثر أبطال نصر العراق ايطال نصر من جيش نصر .