مازن البعيجي ||
من بين مراسيم الأربعين التي اعتادها العراقيون في أضخم فعالية تنافسٍ لإقناع الزائرين لأجل استضافتهم في البيوت وبالخصوص الإيرانيين الذين نشعر اتجاههم هذا العام بمظلومية منعهم من زيارة الحسين بحسرة العشاق ولهم تُراق الدموع الحارة!
ترانا نقف قبل صلاة المغرب على قارعات الطرق علَّنا نستدلّ بعلامة على زائر إيراني لنهرع له ملتمسين منه قبول الضيافة في بيوتنا مستفهمين ببضع كلمات وإشارة توضح المعنى وكلمة مرحبا يفهمها قلبه العاشق أنها دعوة استضافة وترحيب ، وبينما نحن نتربص فأننا لانغفل التحدث عن مظلومية المنع السياسي الواضح ونشجب تلك الجريمة ومن ساهم بها لاغراض لا تصنيف لها إلا العداء للحسين وعشاقه ومجاوزة معنى
(أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ).
وقد سألت احد الأشخاص حينما اقتربت منه وكان يتأوه بشأن الزائرين ويتمتم بكلمات الاستياء حتى قال: انا ارجع من الدوام الساعة الثانية بعد الظهر ما أن وضعت لقمة حتى تبدأ زوجتي بالألحاح علي ابو فلان أذهب وأجلب لنا زائرين والدموع على باب الجفون تتلعثم، سألته وانا اشاطره الدموع أين تعمل انت؟! قال: انا مقدَّم في الشرطة العراقية واحضر هنا لأجل شرف الخدمة والتشرف بتراب اقدام الزائرين، شددت على يده وحيّيتُه وشكرته. وتبادلنا الارقام لأن مثل هؤلاء هم كنوز ومعرفتهم غنيمة جمعتنا محطة "بورصة الخدم" التي تمنحُ رُتَبًا فخرية على مَتن وكَتف الخادم الحسيني.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..