المقالات

في ذكراها الحادية والأربعين..حرب الأنابة


 

عبد محمد حسين الصافي ||

 

في ٢٢ / ٩ / ١٩٨٠ إقتحم صدام بجيشه الأراضي الأيرانية على جبهات عدة وقد توغلت وخلال الساعات الأولى في بعض الجبهات بعمق زاد على المئة كيلو متر ، لم يكن لأيران فيها غير مخافر حدودية وبعض قطعات عسكرية قليلة متناثرة لتعيث قواته تخريبا ونهبا في القرى والقصبات الأيرانية التي وصلتها وكان للسكان العرب في أقليم خوزستان النصيب الأكبر من هذا الدمار ...

صدام قدّم لحربه تلك بتهيئة إعلامية ونفسية ولوجستية كبيرة مدفوعاً ومدعوماً من الغرب والخليج ..

يقول حسن العلوي في وقت لاحق وكان قبله مديراً لمكتب صدام الأعلامي ورئيساً لتحرير مجلة الف باء الأسبوعية " إنه رافق صدام بعد إنتزاعه الرئاسة من البكر في جولة شملت الأهوار المشتركة بين العراق وإيران وهناك أرسل على قائد عسكري ميداني يسأله عن أكثر المناطق تمثل خاصرةً رخوة لأيران يمكن من خلالها مهاجمتها " .. حينها والكلام مازال للعلوي " تيقنت إن الرجل يبيت لهجوم عسكري على إيران " ..

لم تكن حرب صدام على الثورة الأسلامية في إيران تمثل نزوةً أو طيشاً أو إنفعالاً ، بل هي نتاج مخطط خبيث وإجرامي حاكت خيوطه دوائر وأجهزة عالمية معروفة .. حتى إن الكثير من المحللين باتوا يربطون بين حدث الثورة الأسلامية في إيران والدفع بصدام لأزاحة البكر ليبدأ بعدها سعياً حثيثاً وإستحضارات محمومة حتى بات العراقيون على موعد مع نمط غير مسبوق حافل بخطاب ديماغوجي مليء بمفردات ومصطلحات من قبيل ( أطماع صفوية وفرس مجوس تطور في ما بعد الى قادسية صدام وبوابة شرقية وبطل تحرير قومي وغير ذلك الكثير ) .. ولعل من مصاديق تلكم الأستعدادات والتهيئة الأعلامية والنفسية هو فيلم القادسية والميزانية الهائلة التي رصدت له وطريقة تسويقه ..

حرب صدام على الجمهورية الأسلامية وبلا ريب هي حرب نيابة خاضها صدام أجيراً مدفوعاً مدعوماً من الغرب وفي المقدمة أمريكا ودول الخليج دامت ثماني سنوات كلفت كلاً من العراق وإيران ملايين الضحايا وأضعافهم من المشردين والجرحى والمعاقين والأسرى ، فضلاً عن مئات المليارات من الأموال .. وقد انتهت هذه الحرب بصدام مُستدرَجاً لغزو الكويت بعد أن إكتشف نفسه ( مضحوكاً عليه ) وقد إعترف هو بذلك لاحقاً وبلسانه .. بعد أن بدأت دول الخليج تطالبه بدفع المبالغ التي بذمته كديون واجبة الدفع وليست هبات أو مكافآت لقاء حربه كما كان يتوهم ..

تطورت الأحداث في ما بعد مترابطةً مع بعضها وإنتهت بصدام وقت ضاقت به الأرض حتى تحولت الى حفرة صغيرة يقبع بها بأنتظار مصيره المحتوم على أيدي مَن دفعه ودعمه يوماً في ( قادسيته ذي الثماني سنوات ) ،، وقد حصل ذلك فعلاً ...

فيما تقف إيران اليوم قلعةً شامخةً منيعة تتكسر على حدودها نصال التآمر والعدوان ، يتوسطها مرقد طاهر لأمامها ومفجّر ثورتها تهفو اليه قلوب الأحرار من كل حدبٍ وصوب ...

اليوم تعاد الهجمة من قبل البعث والقوى التكفيرية على القوى الإسلامية التي وقفت بالضد من صدام وأجهزته القمعية ، والتي شن عليها حربا بلا هوادة، ودمر مدن الوسط والجنوب التي تعد معاقلها، وهدم قباب الأئمة المعصومين لأنهم رموز الإسلام..

حري بنا ان نقف خلف هذه القوى متراطين، ونعضد وجود تحالف الفتح كمعبر رئيسي هذه القوى المجاهدة في البرلمان، وهي معركة وجود قبل ان تكون معركة أنتخابية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك