اياد رضا حسين آل عوض ||
يعتبر موضوع التحليل الى العوامل الاساسية و المسببة للظاهرة او الحالة، هو من اهم البحوث والدراسات العلمية الرصينة التي توصل الى استقراء هذه العوامل والاسباب وبالتالي تفكيك ومعرفة خفايا واسرار هذه الظواهر والحالات الموجودة في عالم اليوم .
ويبدو ان التحليل العلمي المشار اليه اكثر ما اقترن بالعلوم الطبيعية بكل فروعها واقسامها، فعلى مستوى الطب مثلا فان التشخيص الدقيق والتحليل العلمي لاسباب المرض هو المفتاح الرئيسي لمعالجة المريض، للحد الذي اصبح المعيار الحقيقي لتقدم العلوم الطبيه هو موضوع التشخيص الدقيق للحالة المرضية.
وهكذا فيما يتصل بالعلوم والمعارف الطبيعية بكل اختصاصاتها وفروعها .
اما بالنسبه للعلوم الانسانيه فان هنالك يبدو اتجاهات مختلفة منها ما هو يحاول ان يركز على تحليل الظواهر ومعرفة اسبابها الحقيقية ورسم الخطط والبرامج على ضوء ذلك، كما هو الحال على سبيل المثال في مراكز البحوث والدراسات السياسية والاستراتيجية والجوسياسية والاجتماعية المنتشره في اوروبا والغرب عموما والدول الاخرى المتقدمة، او انها تمحورت اساسا على موضوع التحليل، وهذا مانجده على سبيل المثال في مدرسة التحليل النفسي (سيجموند فرويد) وغيره.
اما في عالمنا العربي فان موضوع تحليل الظاهرة وتفكيك عواملها قد لا نجده يرتقي الى موضوع السرد التاريخي وما هو منقول من مصادر متوارثة، والتي لايوجد فيها في واقع الامر ما يشير الى جزم قطعي بصحة كل ما ورد فيها والتي تصل احيانا الى حد شعارات والمسلمات التي اوجدتها ظروف حياته واجتماعية وسياسية معينة دون البحث في مدى مصداقيتها ضمن الاطر العلمية والمعرفية، كما هو الحال في العلوم الطبيعية، على الرغم من اتباع المنهج البحثي الاكاديمي المعروف، لا سيما وان النتائج والتوصيفات في بحوث العلوم الطبيعية مقننة محدده تخضع الى القوانين الطبيعية المعروف.
، اما في البحوث الخاصه بالعلوم الانسانية فان النتائج والتوصيل يؤخذ على الاعم الاغلب. ان ما ذهبنا اليه له شواهد وصور عديدة، ومنها مايجري على الساحة العراقية .
ان السياسة وعلومها تخضع اساسا لقواعد واصول يتبناها هذا العلم بكل فروعهه وتوجهاته، في حين نجد ان القاده والزعماء والاوساط السياسية في العراق بكل مستوياتها هي في اهدافها واستراتيجياتها وطريقة تعاملها ومعالجتها وتفاعلها مع الاحداث والظواهر الموجودة، فهي لازالت اسيرة لعقد اجتماعية (الحرمان،، العوز،، الدونية،، التملق،، والدجل،، وحب السيطرة والظهور،، وعدم تقبل الاخر،،) وعصبيات قومية وطائفية وقيم البداوة والتعرب، وبالتالي فان محصلة توجهاتها هي هذه العقد والعصبيات الموروثة بيئيا واسريا، والنتيجة استمرار الفشل والاخفاق، والاوضاع من سيء الى اسوء، والى حد الكارثة والماسأة .
ان الطب علم وان السياسة علم، وهذا هو واحد من اهم اسرار تطور الدول المتقدمة في سياساتها وتعاملها مع الاحداث و نجاحها في تحقيق الاهداف . ان الدول التي حققت نجاحات باهرة في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها فان هذا يعود الى البحوث والدراسات العلمية التي ارتكزت على التحليل والاستنتاج، وليس شعارات ( يعيش،،، ويسقط،،، وليخسأ الخاسئون )
https://telegram.me/buratha