المقالات

دور التحليل والاستقراء العلمي في عالم اليوم

1427 2021-09-24

 

 اياد رضا حسين آل عوض ||

 

يعتبر موضوع التحليل الى العوامل الاساسية و المسببة للظاهرة او الحالة، هو من اهم البحوث والدراسات العلمية الرصينة التي توصل الى استقراء هذه العوامل والاسباب وبالتالي تفكيك ومعرفة خفايا واسرار هذه الظواهر والحالات الموجودة في عالم اليوم .

 ويبدو ان التحليل العلمي المشار اليه اكثر ما اقترن بالعلوم الطبيعية بكل فروعها واقسامها، فعلى مستوى الطب مثلا فان التشخيص الدقيق والتحليل العلمي لاسباب المرض هو المفتاح الرئيسي لمعالجة المريض، للحد الذي اصبح المعيار الحقيقي لتقدم العلوم الطبيه هو موضوع التشخيص الدقيق للحالة المرضية.

 وهكذا فيما يتصل بالعلوم والمعارف الطبيعية بكل اختصاصاتها وفروعها .

 اما بالنسبه للعلوم الانسانيه فان هنالك يبدو اتجاهات مختلفة منها ما هو يحاول ان يركز على تحليل الظواهر ومعرفة اسبابها الحقيقية ورسم الخطط والبرامج على ضوء ذلك، كما هو الحال على سبيل المثال في مراكز البحوث والدراسات السياسية والاستراتيجية والجوسياسية والاجتماعية المنتشره في اوروبا والغرب عموما والدول الاخرى المتقدمة، او انها تمحورت اساسا على موضوع التحليل، وهذا مانجده على سبيل المثال في مدرسة التحليل النفسي (سيجموند فرويد) وغيره.

 اما في عالمنا العربي فان موضوع تحليل الظاهرة وتفكيك عواملها قد لا نجده يرتقي الى موضوع السرد التاريخي وما هو منقول من مصادر متوارثة، والتي لايوجد فيها في واقع الامر ما يشير الى جزم قطعي بصحة كل ما ورد فيها والتي تصل احيانا الى حد شعارات والمسلمات التي اوجدتها ظروف حياته واجتماعية وسياسية معينة دون البحث في مدى مصداقيتها ضمن الاطر العلمية والمعرفية، كما هو الحال في العلوم الطبيعية، على الرغم من اتباع المنهج البحثي الاكاديمي المعروف، لا سيما وان النتائج والتوصيفات في بحوث العلوم الطبيعية مقننة محدده تخضع الى القوانين الطبيعية  المعروف.

، اما في البحوث الخاصه بالعلوم الانسانية فان النتائج والتوصيل يؤخذ على الاعم الاغلب. ان ما ذهبنا اليه له شواهد وصور عديدة، ومنها مايجري على الساحة العراقية .

ان السياسة وعلومها تخضع اساسا لقواعد واصول يتبناها هذا العلم بكل فروعهه وتوجهاته، في حين نجد ان القاده والزعماء والاوساط السياسية في العراق بكل مستوياتها هي في  اهدافها واستراتيجياتها وطريقة تعاملها ومعالجتها وتفاعلها مع الاحداث والظواهر الموجودة، فهي لازالت اسيرة لعقد اجتماعية (الحرمان،، العوز،، الدونية،، التملق،، والدجل،، وحب السيطرة والظهور،، وعدم تقبل الاخر،،) وعصبيات قومية وطائفية وقيم البداوة والتعرب، وبالتالي فان محصلة توجهاتها هي هذه العقد والعصبيات الموروثة بيئيا واسريا، والنتيجة استمرار الفشل والاخفاق، والاوضاع من سيء الى اسوء، والى حد الكارثة والماسأة . 

 ان الطب علم وان السياسة علم، وهذا هو واحد من اهم اسرار تطور الدول المتقدمة في سياساتها وتعاملها مع الاحداث و نجاحها في تحقيق الاهداف . ان الدول التي حققت نجاحات باهرة في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها فان هذا يعود الى البحوث والدراسات العلمية التي ارتكزت على التحليل والاستنتاج، وليس شعارات ( يعيش،،، ويسقط،،، وليخسأ الخاسئون ) 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك