عباس العطار ||
قد يبدو المشهد ان الطقوس وتأدية الخدمة الحسينية والبكاء على مصيبته الراتبة واظهار الحزن والاسى الارث الوحيد الذي تركته الثورة الحسينية في نفوسنا وتاريخنا.
ساتخطى كل ما تركه الحسين وصحبه واهل بيته من منهج في مجال حقوق الانسان، اذ انه جمع في معسكره الملك والمواطن والعربي والاعجمي ومن كل الوان العباد وهوياتهم، ولا اتحدث ايضا عن باب الحريات، اذ انه خيَّر اهل بيته واصحابه ان يتخذوا الليل سترا وحجابا لهم عن العدو، ليصبح وحيدا في مواجهة القوم وهذه اسمى تجليات الادارة الافقية بين القائد وفريقه حين يكون لهم حرية الاختيار والقرار، ولن اسهب في سلوكياته ومنزلته من رسول الله فالشمس لا تغطى بغربال.
سأوجر اهم ما تركه الحسين خالدا في ضمير الاحرار الى يومنا هذا، ذلك الصوت الذي لم ولن تتمكن سلطات الظلم والجور اسكاته على طول خط المقاومة بين الاحرار والفجار ، انه صوت الرفض الايجابي الذي أرق الظالمين وأقض مضاجعهم في جميع الفترات التي تسلط فيها الطغاة.
لقد اسس الحسين بن علي منهجا رافضا للعبودية والاستسلام لاي ملك جائر ينتهك الحقوق ويسحق الكرامات ويقمع الحريات، ويضع نفسه حاكما على العباد من دون الله، لقد ترك للانسانية نهجا جسد فيه مباديء الدفاع عن كرامة الانسان وآدميته وكيف ينتصر الحق ويعلو حتى بعد حين.