المقالات

ما هو هدف اسرائيل والقيادة الكردية في العراق؟!


 

عباس خالد الموسوي  ||

 

ان هدف اسرائيل والكرد الاستراتيجي هو عدم السماح للعراق لأن يمارس دوره الإقليمي والدولي وأن يتلاشى كقوة عسكرية وكبلد مركزي متحد مستقر وهدفهم  تحييده عن طريق تكريس ازماته الحالية ؛ السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية ويعتبر هذا الإجراء أمن ستراتيجي صهيوني. ومن يساندهم في هذه الاستراتيجية بشكل عملي وشريك الأكراد وهذه الشراكة تمتد جذورها منذ السبعينات بدعم الأكراد على أساس أنهم اثنية وقومية مضطهدة ومن حقها تقرير المصير، وكانت إسرائيل الصوت والمنبر الإعلامي للاكراد في أوروبا وأمريكا والعالم حول التعريف بقضيتهم واستغلت اسرائيل موقف الأكراد وحلمهم في الدولة الكردية أو الحكم الذاتي كاجراء تكتيكي ودعمتهم في المال والسلاح وبأعتراف الطرفين علناً .

بعد ٢٠٠٣ الوضع أختلف تماما اصبحت الساحة مفتوحة أمام الأكراد والمخابرات الإسرائيلية لتحقيق أهدافهم التقسيمية وجعل العراق يدخل في أزمات صعب الخروج منها دون إتخاذ موقف حاد اتجاه الأكراد وحلفهم مع اليهود المحتلين لدول عربية واسلامية ومحتلين كذلك  لدول بطرق ناعمة وانتج هذا الاجراء التطبيع بشكل كامل مع عدة دول عربية واسلامية مهمة.

اسرائيل تعتبر العراق أهم دولة يهدد وجودها وامنها ستراتيجيا لعدة معطيات اهمها موقعه الاستراتيجي شبه الحدودي معها وسكانه اغلبيته شيعية  ترفض هذا الكيان بشكل لا نقاش ولاحوار فيه،  الحلف الشيعي العراقي الإيراني في القضايا المفصلية التي تتلاشى الحدود هنا إتجاه قضية فلسطين ويعتبرون الحرب مع اليهود من أوجب واجباتهم لأنهم محتلين لدول إسلامية ويهددون أمن المنطقة والعالم بأكمله ستراتيجيا.

الأكراد الشريك الأساسي للاسرائيلين ادخلوهم في العراق من أوسع أبوابه بل أكثر من ذلك مكنوهم من دعم أكراد سوريا وإيران وتركيا عن قرب والسعي والاسراع بتاسيس كيان مدخل لعملية تقسيم جماعية لهذه الدول الإسلامية واستخدموا أدوات إرهابية بكل الوسائل..ادخلوا القاعدة وداعش للعراق في المنطقة الغربية واتجهوا إلى اسقاط بغداد وتهديم العراق كليا كل هذه بمساعدة كبيرة من  الكرد .

وبعد موقف  العراق وايران من المخطط الاسرائيلي الكردي تحت مضلة وحماية أمريكية وغربية تم سحق هذا المشروع الدموي الإرهابي والانتصار عليه رغم أنه استنزف العراق اقتصاد ورجال وبنى تحتية ووقت وحرب أهلية وخلق أزمات متعددة ومتنوعة لايزال العراق يعيش تحدياتها وتداعياتها وهذه الأزمات أصبحت المدخل للمرحلة الثانية للمشروع (الاسرائيلي الكردي )   وهي التظاهرات التي أصبح الإقليم مركز إعداد للناشطين والدورات والورش ومحطة توافد المخابرات الدولية التي تنسجم مع المشروع الصهيوني وجلبوا كل شذاذ الأرض من البعثيين المطرودين الهاربين إلى الاعلاميين الماجورين وصناعة واجهات منهم تعبئ الرأي العام ضد الحكومات وتبتزها ونجحت بذلك بشكل كبير من خلال اختراقها لأغلب المكونات العراقية ،وأصبحت المركز التخريبي بين الكتل السياسية من خلال المساومة على منصب رئاسة الوزراء واستغلال التنافس المحموم بين الكتل الشيعية وضربهم البعض ببعض وكل هذه الممارسات هم شركاء بكل مواقع السلطة وتشكيلات الحكومة والدولة و هذه الإمكانيات تم تسليمها بيد إسرائيل حتى صرح أحد رؤساء الموساد" إننا حققنا في العراق من أهداف أكثر ما خططنا له وتوقعناه بمساعدة شركائنا الكرد ومن أجل ذلك سنواظب على استخدام الخيارات التي تكرس هذا الوضع دولة كردية في العراق تهيمن على مصادر إنتاج النفط في كركوك وهناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك خط lBC عبر الأردن " وتم إنجاز ذلك من خلال حكومة الكاظمي بدعم كردي .

 وأن فعاليات القيادة الكردية التي تفتعلها بشكل دائم من الاستفتاء إلى رعاية مؤتمرات التطبيع الإعلامية إلى السيطرة على العملية السياسية وضرب الدستور والقوانين العراقية بعرض الحائط إلى جعل الإقليم ماؤى للمطلوبين والبعثيين والحركات والواجهات المصنعة واستقطاب شيوخ العشائر ورعاية الناشطين ماديا واعلاميا ونهب واردات النفط والمنافذ والميزانية العامة للبلد والاغتيالات وابتزاز الحكومات واحتواء المتنافسين والتأثير عليهم وايواء الحركات الكردية من سوريا وتركيا وإيران وتأسيس قوة عسكرية واستخبارية مستقلة بدعم إسرائيلي أمريكي غربي كل هذه الفعاليات هي في سياق تأسيس دولتهم المزعومة على حساب وحدة العراق وسيادة وأمن الدول المجاورة وتحديدا استهداف الدولة الإسلامية الإيرانية بتوجيهات صهيونية إسرائيلية.

أما مايجب فعله من إجراء الزام الأكراد بالدستور العراقي والاتفاقيات المركزية والامنية والاقتصادية ويجب أن تكون لهم مواجهة قانونية وعسكرية أن لزم الأمر وتسليم جميع المطلوبين للقضاء وكشف اهدافهم ومؤامراتهم مع إسرائيل ضد العراق والدول المجاورة كونهم حاليا جزء من العراق واخذوا حقوهم بشكل كبير وكثير على مستوى الحكم الذاتي وتواجدهم في مناصب الدولة العليا والحكومة أما مايجري هو عدوان وتخريب واستهتار وستغلال أزمات العراق وتكريسها لبقاءه في فوضى دائمة لتمرير مخطط ومشروع صهيوني إسرائيلي إرهابي أصبح العراق قادر لمواجهته والتصدي له كما اجهضوا مشاريعهم داعش الإرهابية والتظاهرات في المناطق الجنوبية وأن يكفوا عن تأمرهم.

ويجب العمل فضحهم دوليا وقانونيا بأن وضع الأكراد شركاء ونالوا كل حقوقهم ومايحصل من ردود فعل شعبي والبعض من أطراف حكومية هو تجاوزهم كل خطوط الحمر والقوانين وتحلق هذه التعبئة الإعلامية محاسبتهم بشكل عملي كونهم أصبحوا أداة بيد الإسرائيلين يهددون أمن ووحدة العراق والدول المجاورة له. والأهم في كل الإجراءات يجب أن تكون الدورة البرلمانية القادمة تشريع قوانين واضحة اتجاة ممارسات الكرد ومن في اطارهم وتعاملهم مع دول معادية ويجب كذلك اختيار رئيس وزراء حسب شروط ومواصفات تنسجم مع حجم العراق وتحدياته على المستوى الاستراتيجي ومدعوم وألا يبقى التخريب والانحدار بالوضع العراقي إلى التقسيم والفوضى الذي يهدف إليها الصهاينة وشركائهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك