اياد رضا حسينآل عوض ||
من الواضح والمؤكد ان هذة اللجان التي تشكل من حين لاخر او الهيئات القصائية التحقيقية لمكافحة الفساد ، هي في كل الاحوال ستطال نسبة بسيطة من الفاسدين بسبب السعة الهائلة لحجم الفساد المستشري، على مستوى الاختلاس والرشوة في مفاصل ومؤسسات الدولة.
ومن المؤكد ايضا انها سوف لا تشمل الحيتان والاسماء الكبيرة اضافة الى (وهذا امر في غاية الاهمية)، ستكون العقوبات التي ستفرض لا تتناسب اطلاقا مع حجم ونوعية هذه الجرائم المرتكبة، وهي جرائم مخلة بالشرف وتشكل مساس وخطر على امن الدولة، ويمكن اعتبارها من اخطر انواع الارهاب، الذي تصاعد على الساحة العراقية ،، نظرا لحجم المبالغ المختلسة ، او الرشاوي التي تصل احيانا الى ملايين الدولارات ،،،
هذه الجرائم ستستمر في ظل هذة الحكومات الكارتونية الفاقدة للهيبة وسطوة القانون والنظام ،، هذه الجرائم علاجها مؤسسات امنية وقضائية بمستوى يتلائم مع تصاعد هذه الجرائم وتنامي الروح العدوانية ، وتكون ذات شوكة ورعب شبيهة الى الامن العامة ومحكمة الثورة و (صوندات) جهاز الامن الخاص ، وقيادات امنية وقضائية شديدة وشرسة جديرة بادارة مثل هذة المؤسسات ،،،
وهذا كله لا يمكن ان يتم في ظل محاصصة سياسية وحزبية وقوى واطراف اخرى متعددة ، وبطرق واليات ومساومات لم يحصل لها مثيل في تأريخ الدولة العراقية .
انا من جيل الخمسينيات من القرن الماضي وما بعدها ومن المركز الحضاري الاول وهو العاصمة بغداد ، انني لم اسمع في الخمسينيات ولا في الستينبات وحتى السبعينيات ، عبارة (ملف فساد ، او شبهة فساد) ، ولماذا بعد السقوط ولحد الان هذه العبارة تكرر في اليوم الواحد عشرات المرات ، على الرغم ان القوى الرئيسية التي تصدرت العملية السياسية هي احزاب وحركات على الاغلب ذات توجهات دينية ،،،
ان هذا يؤكد وهذا ما اشرنا اليه مرارا ،،، على ان الذي جرى بالعراق لا علاقة له بالعنوان السياسي للنظام او او العنوان الطائفي للهيئة الحاكمة ، او العناوين الحزبية ، وانما للخلفية الاجتماعية والاسرية للقيادة الرأسية او المفاصل الاخرى للدولة ،،
ان النظام الحالي هو امتداد لنظام صدام الذي هو العصر الاول لحكم اهل البداوة والتعرب والتخلف وعقد وامراض المجتمع ، وهذا النظام هو العصر الثاني لحكم هذة الطبقات باستثناء القليل ، (التي هي سيطرة على المشهد وازاحة الاخرين ، كما حصل في النظام السابق عندما سيطر جناح الاعراب في حزب البعث والقيادة الريفية للحزب على مقاليد الامور وجرى ازاحة القيادات المتحضرة ، وبالتالي اصبحت الدولة عدوانية ارهابية) ،،
ان حكم هؤلاء يعني قتل وذبح وحروب وسرقة ونهب ، ولا دولة ولا قانون وانما شريعة غاب ، وارهاب دولة وارهاب طائفي وارهاب مجتمعي ، وهذه اربعين سنة من كارثة الى مصيبة ومن مأساة الى بلوى ، سفكت فيها انهار من الدماء ، وبددت وسرقت الاف المليارات من الدولارات .
https://telegram.me/buratha