حسام الحاج حسين ||
مصطلح التطبيع يتردد عادة في سياق المتناقضين .
من اجل ازالة العوائق وتحقيق التكافأة تلجئ بعض الدول او المكونات في دولة ما الى استخدام التطبيع .
تؤدي هذه العملية الى جعل العلاقة بين المكونات طبيعة من خلال القفز احيانا على الخلافات الجوهرية التي تحول دون ذلك ،،!
من اهم العوامل الناجحة لتطبيق هذا المصطلح هو وجود تكافئ بين الأطراف رغم الخلاف ،،!
يحتاج هذا الفعل الثنائي الى تبادل المصالح بين الطرفين .
لكن التطبيع الان بين دول عربية وبعض الجهات مع إسرائيل تندرج في سياق الفائدة ذات القطب الواحد وهو إسرائيل .
يعتقد العرب بالوهم القاطع ان التطبيع سوف يحقق لهم منجزا سياسيا يعود بالفائدة عليهم بغض النظر عن التوازن وتبادل المصالح التي يجب تبنى على اساس المساواة في المصالح ،
كانت احد شروط التطبيع هو انجاز الاتفاقيات الدولية في اعطاء الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني المظلوم ،،!
حتى تستطيع الدول العربية وشعوبها ان تتقبل الدولة العبرية كجسم طبيعي يعيش بينها ،،،!
تتصف بعض عمليات التطبيع مع إسرائيل بانها علاقات دافئة كانت موجودة اصلا تحت الطاولة وظهورها للعلن بات ضروريا لان سياقاتها لاتتحمل الخفاء ،،!
كانت إسرائيل تنتج الأوهام لدى العرب بانها تستطيع ان تقف الى جانبهم في مواجهة إيران..!
وتستخدم الدولة العبرية الورقة الطائفية التي تراهن عليها من خلال تعزيز التفرقة بين شعوب المنطقة ،،!
ان صور التطبيع بين بعض دول الخليج مع إسرائيل يسلبها صفة التكافؤ ،، وتتحول الى علاقة بين العبد وسيده .
تجتاح هذه العملية المشوهة بعض العقول العربية القاصرة ضننا منها ان تجد فرصة للتوازن لنوع ما من القوى الناعمة مع إيران او الشيعة ،،!
يتسلل هذا المرض الى عقول بعض العراقيين المنخرطين في نظرية المؤامرة من خلال التصور الخاطئ بان إسرائيل ستقود العالم العربي السني .
ضد إيران الشيعية ومحور المقاومة ،،!
لكنهم في الوقت نفسه يتحولون الى ادوات رخيصة للدفاع عن إسرائيل ضد الفلسطينيين اولا وضد العرب الذين يؤمنون بالقصية الفلسطينية كقضية اسلامية مقدسة ،،!
ان الأنخراط الأحادي الجانب من قبل الجمهور العربي المطبع ليس الا ترقية للخدمات التي يقدمونها لإسرائيل بالمجان .
ولايمكن وفق المعايير السياسية ان يكون التطبيع حقيقي لان مصلحة الجانب الإسرائيلي تفوق المصالح العربية مجتمعة ،،!
ان التركيز على المجتمعات العربية في عمليات التطبيع ذريعة مخيفة تستخدمها إسرائيل لمواجهة تركيا وإيران ،،!
وقد اختارت المجتمعات العربية لان اغلبها لاتمتلك برامج للمواجهة ويسهل انقيادها من خلال الأعلام المؤدلج ،،!
ان المجتمعات الإسلامية الغير عربية كإيران وتركيا وباكستان لايمكن للمشاريع التطبيعية النفوذ اليها ،،!
ان اختيار المجتمعات العربية هو تعزيز لامكانيات استراتيجية اسرائيلية في مواجهة الأمة الأسلامية التي ترفض معضمها عمليات التطبيع المشوهة ،،،!
ان الهدف من العملية برمتها هو سلخ الفئة المطبعة الى جانبها من خلال تسلل الوهم الى العقل العربي المتلقي ،،!
لانجاز العمل تحتاج الى انتاج الغيبوبة وهو متوفر وبكثرة ،،،!
https://telegram.me/buratha