مازن البعيجي ||
غدا وبعد ظهر أربعينية الحسين "عليه السلام" ستراق دموع غزيرة، وتتفجر آماقا حرّى، وتتقرّح جفونا جذلى ، وتنحني الظهور، وتُطأطأ الرؤوس ويَلبسُ خدمة الحسين ثوب مصيبة تفكيك الخيام والسرادق مع اقتراب انتهاء موسم جني الأرواح وتطبيب العلل، غدا يتضاعف الحزن ويبدو لنا حِدادا من نوع جديد لا يعرفه إلا خدمة الحسين المتسولين على بابه طوال محرم وصفر، نعم!! ستحترق قلوبهم وسيرفعون أكفهم متطلعين الى عام قادم على أمل اعتناق مظاهر الاربعينية لنيل الشرف المعلى والكرامة الخاصة..
غدا تجفّ ينابيع الحياة يا ابا عبدالله، وتتصحر أرواحنا، وتستوحش القلوب التي وجدت حياتها بك وبخدمتك، وعاشت أيامًا كأنها جنة عدن على أرض كربلاء!! آه من يوم غد يا حبيبي يا حسين، ونحن نطوي الفرش ونرفع القدور والسرادق ونُنزِل الإعلام ورايات الولاء، ونرفع الأواني ومختلف لوازم الخِدمة، وتغادر سياراتنا عائدة الى نار الأنتظار، غدا يامولاي أخبِر فاطمة سيدتي لتكون حاضرة لترى قلوبنا كيف يضربها سوط فراق الخدمة حيث لازخم بشري، ولاازدحام الطرقات ولا اكتظاظ الأزقة ولاأصوات الخدم بنغمة الإخلاص "هلا بزوار ابو علي اشرب چاي ابو علي اشرب يزاير" وجعٌ لا يعلم به إلا الله "سبحانه وتعالى" الذي خلق الحسين حتى نعيش أروع حياة بلون الكرامة والفخر والطهر وعفة النفوس وتقوى القلوب.
إلهي بحق الحسين لا تحرمنا خدمة الحسين لآخر نفس فينا..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha