اياد رضا حسين آل عوض ||
مع اقتراب كل دورة انتخابية او تشكيلة وزارية او ترشيح مسؤولين ، فانه يطرح ويتداول مصطلح (السيره الذاتية) لهؤلاء المرشحين .
لقد تابعنا هذا الموضوع للمرحلة التي اعقبت سقوط النظام والى يومنا هذا فقد تبين ان ماينشر ويذكرعن هذه السيرة الذاتية، هو ليس الا بعض المعلومات العامة التي التي لا تتجاوز الولادة والتحصيل الدراسي او العمل الوظيفي السابق وكذلك النشاط السياسي.
والسؤال هل هذا هو يكفي لتقييم المرشحين ومعرفه كفاءتهم ومقدرتهم ونجاحهم في ادارة الوزارة او المؤسسة التي تدار من قبلهم ؟! ام ان هنالك مواصفات وقواعد مهمة يجب الاخذ بها بنظر الاعتبار هي الاساس في دقه الاختيار، والدليل على ما ذهبنا اليه ان الاكتفاء بالمعلومات العامة البسيطة التقليدية ادى الى هذا الفشل والاخفاق الكبير في عمل معظم المسؤولين وظهور طبقة ليس بالقليل من الفاسدين والسراق.
اننا نرى انه يجب ان تكون هنالك شروط ومواصفات دقيقة ومشددة في موضوع الاختيار او ما يعرف (بالسيرة الذاتية) لخطورة وحجم الانهيار الحضاري الذي اصاب العراق وبالاخص الدولة العراقية والذي واحد من اسبابه هو اختيار مثل هؤلاء والذين تسببوا بفقدان هيبة الدولة وانتشار الفساد المالي والاداري فيها والغير مسبوق، وتراجع دور النظام والقانون الذي هو اساس عمل السلطة ومؤسساتها ،،، الى عدم الكفاءة والقدرة على ادارة مفاصل الدولة الى غير ذلك من المظاهر السلبيه والمدانة.
وفي تقديرنا انه يجب التركيز على النقاط التالية :-
(1) الخلفية الاجتماعية السليمة البعيدة عن قيم التخلف والبداوة التي قد تتسامح مع اعمال النهب والسرقة او سفك الدماء او التي تتقاتل لاجل الهيمنة والسيطرة وحب الجاه والرئاسات.
(2) التركيز على مرحله النشاة والطفولة فهي اهم مرحلة في حياه الانسان وهي التي ترسم مستقبله وهذا يعني ان يكون بعيد عن عقده الحرمان والعوز والدونية والشعور بالنقص، حتى لا يكون المنصب الهدف منه تعويض هذا النقص وهذه العقد ، وهذا ما حصل فعلا وعلى نطاق واسع.
(3) الخبرة والكفاءة المهنية في الاختصاص المعني وليس السياسي والمستوى الحزبي، وخاصة ان الكثير من القيادات العاملة في الاحزاب الرادكالية ان كانت قومية او دينية، قد يكونوا بمستويات متدنية من الخبرة والكفاءة المهنية والادارية في الاختصاصات المعروفة في عمل وادارة الوزارات او المؤسسات وهذا ما رايناه في العراق حيث كان معظم هؤلاء معلمي ابتدائيه والبعض مدرسين في التعليم الثانوي الا القليل من الرموز ،( فقيادات وكوادر حزب البعث على سبيل المثال، كان اكثر من ٨٥% منهم اساسا معلمين في المدارس الابتدائية)
(4) ان يكون اختيار الشخصيات ممن تتلائم وتتكيف شخصياتهم مع المنصب والاجواء العامة التي يتعامل ويتفاعل معها، اي شخصية ذو اوطر حديثة اي قريبة من العصرنة والحداثة والثقافة العامه والتطور والابداع والانجاز، وليست التي تبحث عن الجاه والزعامة والسيارات الفارهة وتكثر من الحمايات والمرافقين .
لقد كانت هذه لمحة سريعة عن المواصفات التي نرى انها يجب مراعاتها والتركيز عليها في موضوع السيرة الذاتية.
https://telegram.me/buratha