مازن البعيجي ||
بعد أن نالَهُ سقم وعلة كمنت له في طريق وتراب ودخان وحريق..
قلبي اليوم أصفى من لجينيّ العقيق..
طالت شكايته وكل شيء يعجبه، بل يخدعه ويصدق إنساها والجان بوثوق عميق..
لم أكن أقوى على كسر قراره، والعقل في معتقلٍ والقضبان تؤنسه ولا طريق..
وتلفُّ حياتي تشابك من علاقات زاهية ألوانها وهمسها والنعيق..
حتى اشار القدر وشجعَتْني لحظة لا أعرف وصفها، غير رحمة او دعوة صادقٍ كانت دافعا للمسير، فقصدت كربلاء، بأقدام متعبة، وقلب ينقصه صادق السمير! فما كان طريق تسير عليه أقدامي، بل ترجّل فؤادي ينهل من تراب السائرين لقاح عشقٍ ودواء قد لا طبيب نطاسي يصنعه او قادر على أن يعيد..
ساعات ولحظاتٌ كانت كأول خلقي والجذب مطهِّر، وروحي تتعلق من جديد، بمشفى المسير وهمّة الوجدان بنقيّ الفكرة وأنيق الشعور، مسير عمره ثلاث ليال مشبعات، قُدّر لهن أن يكنّ رسول والوسيط جبرائيل، ومن يومها عرف اين دوائها روحي، وهي تقطع تذكرة ودورٌ في كل عام يتجدد ليطّلع على عللها وتكتسب الشفاء، حيث وصفة واحدة -العشق ولا سواه طبيب- ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..