الشيخ الدكتور باسم دخيل.العابدي ||
اخذ التطبيع يتخذ اشكالا متعددة وألبسة متنوعة فهو يعتمر العقال مرة وفي اخرى يلبس ربطة العنق وفي ثالثة يلف ربطة الحجاب حول رأسه ورابعة يرتدي العري والتجرد .
كما انه يظهر بصورة مؤتمر ؛ او عن طريق حفلة طرب وشرب؛ وستتوالى المظاهر والمناسبات وتتزايد في ظل حكومات تدمير الانسان وتحويل قلبه الى ملهى.
مطربة لبنانية اسمها (أليس او اليسا) - ولعل اسمها ماخوذ من قوله تعالى( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ )- ستقيم حفلا غنائيا في بغداد.
أليسا هذه ليس بيننا وبينها عداوة كونها مغنية فلها دينها ولنا ديننا.
والحكومة العراقية التي سمحت بتعمير الملاهي في بغداد مدينة الكاظمين واجازت اقامة هذا الحفل لكي ينثر بعض مسؤوليها اموال الايتام فوق رأس اليسا وفوق رؤوس الراقصات في ملاهي بغداد وبيروت والقاهرة هي الاخرى لها دينها ولنا ديننا.
لانرفض اليسا هذه لانها عارية فالعراة يملؤون شوارعنا وجامعاتنا واحزابنا ومنهم عراة الدين وعراة الفكر وعراة الضمير.
وعدم قبولنا بأليسا هذه ليس لكونها لبنانية فلبنان موضع افتخارنا بمقاومته الباسلة وبأرزه الجميل وجبله الأخضر ومطابعه الفاخرة.
واعتراضنا على اليسا ليس لانها مسيحية فاننا قبل اشهر استقبلنا البابا فرنسيس بالصلاة على محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام.
موقفنا من هذه المراة لاينطلق من كونها امراة او كونها مغنية او كونها سياسية او كونها متحزبة ضمن حزب القوات اللبنانية جماعة سمير جعجع الذين قتلوا من ابناء الشعب اللبناني اكثر مما قتلته اسرائيل فهذا خيارها ولا نتدخل في خياراتها.
موقفنا منها انها خرجت عن دائرة الغناء والرقص والتعري الجسدي الى مستنقع التعري السياسي فاخذت تعزف على وتر التطبيع وتعادي محور المقاومة ؛ وتتهكم على المجاهدين ؛ وتسخر من قادتهم ؛ وتغرد باهانتهم والتهكم عليهم.
رفضناها كونها اهانت خياراتنا واساءت الى رموزنا وتجنت على مواقفنا وتماهت مع اعدائنا حين كتبت تغرد على صفحتها بالعامية ولعلها لاتجيد الفصحى:
* دخلكن مش مفروض نحرر القدس صرنا عم نبيع المازوت.
*. وفي الاشارة الى السيد حسن تقول: دخلك عن اي دولة عم يحكي ماهو الدولة حاكم بامر الله.
*.وتتغنى بالسعودية فتقول: شفنا العز ايام السعودية وعم نشوف الزل ( الذل) ايام ايران.
اننا كشريحة عراقية آمنت بالحرية واتخذت من المقاومة خيارا ابديا لها ( باذن الله تعالى)نعلن موقفنا برفض دخول ادوات الاستكبار وابواق التطبيع واعداء الحرية الى العراق وندعو المسؤولين عن تنظيم هذا الحفل احترام ارادة طيف واسع من العراقيين الذين يرون ان هذه المراة اعتدت على خياراتهم والغاء هذا الحفل المفسد اخلاقيا المسيء سياسيا وقيميا.