حسام الحاج حسين ||
كان الدكتاتور صدام حسين يراهن في بداية الحرب الإيرانية - العراقية على العرب في داخل إيران وكان يعتقد اعتقاد جازم انهم سوف يناصرونه من الداخل ،،!
رفع شعارات قومية من قبيل القادسية و حامي البوابة الشرقية ، كلها عبارات تدغدغ مشاعر العرب الإيرانيين الموجودين على الضفة الأخرى من الخليج الفارسي ،،!
لكن رهان صدام القومي باء بالفشل الذريع ، عند وجد مقاومة وبسالة من العرب الإيرانيين ضد حربه الشعواء على بلادهم ،،!
لم تستطع شعارات القومية والدعوة الى العروبة من ان تفكك النسيج المجتمعي في إيران .
اردوغان يستخدم القومية التركية للنفوذ والسيطرة ،،!
لم يكن لأردوغان الأخواني اي علاقة بالقومية التركية لانها تتناقض مع الأسلام كعقيدة راسخة تذوب تحت ظلالها كل القوميات كما ينص القرآن الكريم على ذلك ،،!
ان الأندماج القومي الأسلامي الذي يتبنى الرئيس التركي وهو يمجد ارسلان توركيش .
مؤسس الحركة القومية التركية ،
يريد مخاطبة العالم بان هذه المصاهرة بين القومية والأسلام يمكن من خلالها ان يعيد احياء الأمبراطورية التركية ،،!
يضع اردوغان اليوم الدولة العلمانية على مسار تصادمي حتى مع الدولة العميقة التي اسسها اتاتورك ،،!
الأولوية الجديدة لرئيس اردوغان هي حماية الدولة القومية وحدودها. والسائد اليوم في "تركيا الجديدة" هو عودة روح القومية لكي ينفذ من خلالها الى كل من يتكلم التركية حتى خارج الحدود ،،!
ان سلسلة الخطوات السياسية والعسكرية ترسل رسائل الى الخارج مفادها ان اردوغان سيكون الراعي الرسمي للعرق التركي اينما وجد ،،!
تبحث الزعامات القومية على مر التاريخ عن العودة الى العرق كقوة ناعمة يمكن لها ان توفر التدخل في شؤون الدول الأخرى وتعيد رسم الخرائط كما فعل هتلر باأوروبا عندما اجتاح الدول بذريعة حماية العرق الآري ،،!
وكما طالب صدام بالأهواز العربية من إيران .
لاتبدو اسلاموية اردوغان تحديا للدولة القومية بل بالعكس اضاف اليها نكهة مميزة يمكن ان يستقوي به على الداخل قبل الخارج ،،،!
يسعى اردوغان من خلال القومية التركية التمدد في القوقاز حتى لو كلفة ذلك المخاطرة بالمصالح الأستراتيجية لتركيا كعضو في حلف الناتو ،،!
ان توجه اردوغان للشرق سيضعه في مواجهة مباشرة مع إيران وروسيا ،
وان تغيير التحالفات من الكتلة الغربية الى الشرقية ستضع تركيا في مسار تصادمي حتمي مع القوى الدولية لاسيما وانها تعيش أزمة الصواريخ S400 الروسية ،،!
يحاول اردوغان ان يضيف القوة القومية لتركيا كمزيج مشترك مع القوة السياسية والعسكرية لها على الساحة الدولية ،،!
تفتح الأنتصارات الأسلاموية الأردوغانية على الأتاتوركية العلمانية شهية اردوغان للتمدد والنفوذ على حساب القومية التركية في الساحة الأقليمية والدولية ،،!
ويرى الغربيون ان توجه اردوغان للقومية باتت ملموسة من خلال اقصاء حلفاءه السابقين، بمن فيهم الليبراليون القريبون للغرب، ولم يبقي من حوله سوى القوميين المتشددين.